responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 90

فالشفاه الحمر فيكنّ ورود* * * أحيت المرمر و الطين الهمود

إن يهبني اللّه عمرا في الوجود* * * مرّة ثانية كنت أجود

للصبيحات به دون اعتنا* * * إذ رمى «كوبيد» قلبي بالسهام‌

لم يك الجرح ابتداء بالغرام‌* * * طالما صاب فؤادي في الأنام‌

طبع الخلق على هذا الهيام‌* * * لون زهر البر فيه اقترنا

أصدقاء الرحالة و صديقاته‌

و بعد رجوعي إلى لندن قدّمني أصدقائي، عودا على بدء، إلى أحسن الجماعات، فكنت أقضي في الغالب، أمسيّة في كل أسبوع في دار المستر «بلودن» فهذا الرجل الفاضل أقام برهة طويلة في بلاط لكنو بالهند، و شركة الهند قدّرت خدمته أحسن القدر ثمّ جعلته في منصب من مناصب مديريها.

و السيّدة «بلودن» تأخذ بمجامع القلب، و ملأى نشاطا، و إذ كانت الدار معنية بالموسيقى كانت الاحتفالات مصحوبة دائما بالرقص و العزف الموسيقي، و قد تهيأ لي سرور التعرّف إلى عدّة سيّدات محببات و لا سيّما الآنسة [1] «هايد» و السيّدة «أنستروثر»، إنّهما تغنيان و تمثلان القوميذيا «الكوميدي»، بحسب رأيي، أحسن من السيّدة «بللينكتون» و السيّدة «بانتي» و إن كانت الممثلة الأولى تعد أحسن مغنية للمحكى «التياترو»، و الثانية تأتي بمتع الأوبرا، و مع هذا فالموسيقى الإيطالية تقرب، أكثر من جميع الموسيقيات، من الأنغام العذبة لأهل هندستان.

و لطفت بي الليدي «ميتكالف‌ [1]» بدعوتها إيّاي إلى عدّة مباهج، و في يوم من أيّام الصيف، كانت الجماعة تشرب الشاي تحت شجرة كبيرة، و كان معنا الآنسة «هوسي» و الآنسة «تيلور [1]» و عدّة نساء أخريات فاتنات، و كان الحديث محتدما، فأعلمتنا الليدي «ميتكالف» أنّ الشجرة الّتي كنّا قعودا تحتها عالية جدا، و إن كانت الأشجار من نوعها كثيفة الأغصان‌


[1] يذكر الرحالة هؤلاء النّساء كأنّهنّ معروفات عند القراء مع أنّهنّ معروفات عنده فقط.

(المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست