اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 91
غالبا، فهي قصار صغار، فأجبت في الحال، بأنّ هذا لم يكن قط مستغربا و أنّي لو كنت في الغالب مثلها لي شرف رؤية الآنسة «هوسي» بالقرب منّي لافتخرت و رفعت رأسي أكثر ممّا هي عليه [1]، فأخذ كل منهم يضحك و امتدحوا ظرافتي.
و كان لي شرف التخالط مع إيطالي اسمه «فيراري»، و كان موسيقارا بارعا، و قد عزفت له قطع موسيقية في الأوبرا، و كان إلى ذلك يلعب أحسن اللعب بالشطرنج، و أتاح لي ذلك فرصة الاستفادة في هذه اللعبة. و استصحبني ذا مساء إلى دار أحد مواطنيه، و كان في وقت واحد يستطيع اللعب بثلاثة دسوت شطرنج من غير أن يرى لعبه [2]، و يغلب جميع ملاعبيه.
و كنت ألاقي، غالبا، عند السير «ج. ماكفرسن» حاكم البنغال القديم، أمراء الأسرة المالكة، فكانوا يعربون لي عن أكبر رعاية و عناية، و تشرّفت باختلاطي أيضا بأشخاص من أهل الأدب، و خصوصا السير «فريدريك إيدن» و السير «جون سنت كلير» و السير «جوسف بانكس». فالأوّل ألّف رسائل في مواد مختلفة و الثاني متبحّر في علم الزراعة و الثالث اتبع الضابط «كوك» في رحلته حول العالمين، و يعد أكبر فيلسوف في هذا العصر و هو رئيس الجمعية الملكية «سوسيته رويال» في لندن. فهؤلاء العلماء عنوا بأمري كل العناية. و رأيت عند السير «بانكس» أشهر رسامي الألواح بإنكلترا، و أراد عدّة منهم أن يرسموا صورتي، و في أثناء إقامتي بلندن رسموا صورتي ست مرّات في الأقل [3]، و أكثر هذه الرسوم كانت كما قيل، جدّ مشابهة لصورتي الحقيقية، على أنّي وجدت أنّ المستر «إيدريك» أحسن من أدرك مشابه صورتي، و لكن يقال إنّ لوح المستر «نورثكوت» كان أحسن رسما.
و تهيأت لي غالبا في دار السير «ج. بانكس» فرصة الحديث مع المستر «ويلكنز» فهذا الفاضل أقام عدّة سنين بالهند و يتقن اللغة الفارسية،
[1] هذا أسلوب الرحالة في تملق النّساء تختلف عباراته و معناه واحد كما رأيت و كما سترى.
[2] يصعب علينا تصور ذلك، كما يصعب إمكانه. (المترجم).