responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 64

و أطلعت على نيّتي الضابط «ريشاردسن» فأراد مرافقتي، فتركنا إذن على السفينة خدمنا و أمتعتنا، و إذ كنّا على استعداد للسفر إلى دبلن زارنا رجل اسمه «مستر بيكر» أحد أصدقاء «ريشاردسون» القدامى، فقد علم بوصولنا و جاء ليرانا و طلب إلينا بشي‌ء من الإلحاح أن نصحبه إلى منزله في الريف على مسافة أميال قليلة من هناك، فذهبنا و قد أعجبتني جدا حديقته بجمالها و بساتينه، و استحسنت النظام الحسن الشامل لجميع أقسام داره، و قد لاحظت خاصة بسرور مطبخه‌ [1]، و هو أوّل مطبخ كنت رأيته من هذا النوع، فيه مكينة، لشيّ اللحم يديرها الدخان، و قد أثارت إعجابي، و قد ذكرتني أنّي رأيت في كوف سفّودا [2] يديره كلب، إنّ هذا الحيوان المسكين كان مخبوءا في دولاب مقعّر، و عدم الصبر يبعثه على تحريك أرجله هكذا يحدث في الدولاب حركة دوران توصلها سلسلة إلى السفود، و اللحم ينشوي بانتظام قبالة النّار، و هكذا كان الكلب يعمل كل يوم، باستمرار خلال ساعتين أو ثلاث منذ خمس عشر سنة.

قال لي المستر بيكر أنّه اشترى هذا الملك بعشرين ألف روبية، فقسم منه أرض صالحة للحراثة و قسم آخر مروج و الباقي، ما عدا البستان، يحتوي على مراع للأنعام إنّه يستغل منه من الحنطة و التين و العلف ما يزيد على حاجته. و يقطف كذلك فواكه و يجني بطاطس و خضراوات أخرى، و يربي في مزرعته ضأنا و طيرا و لا يشتري لداره من السوق إلّا توابل و نبيذا، و فذلكة القول أنّه يعيش في ملكه الصغير ما لا يستطيعه كبير من كبراء الإنكليز و ساداتهم. في معيشته، ببلاد الهند بدخل مقداره لك روبية [3].

و عيال هذا الرجل الفاضل هم اثنا عشر شخصا و فيهم ابنتا أخيه و إحداهما ألمعية محبوبة لخلق و الأخرى جميلة متحفظة. و عند الغداء عنيت بي السيّدات ألف عناية، و لم أر قط من نساء جميلات مثل هذه المدارات و قد خجلت من لطفهن شاكرا، و هؤلاء الملائكة من النّساء قدمن إلينا بعد ذلك الشاي و سألتني إحداهن هل هو محلّى على الكفاية؟ فأجبتها: لا يمكن أن‌


[1] كان الرحالة مغرما بالطعام و لا سيّما طعام الإنكليز.

[2] السفود هو السيخ عند العوام العراقيين.

[3] اللك هو مائة ألف روبية و قد قابله المترجم الفرنسي بثلاثمائة ألف فرنك. (م).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست