responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 63

- أعني مسافة تسعة أميال- كانت جميع الأرضين جيدة الزراعة، و قد جمّل المنظر العام منازل الريف و الغياض و البساتين.

مدينة كورك‌

و بالظهر بلغنا مدينة «كورك» و خرجنا [1] لنراها بعد ذلك، و رأينا دور المحلة الّتي زرناها منها مبنية بالآجر و لها وجوه‌ [2] منظمة و أبواب جميلة و شبابيك ذات زجاج، و دواخلها مزخرفة زخرفة أنيقة. و هي ذات أربع طبقات، و رأيت في المدينة دكاكين جميلة مملوءة من كل أنواع السلع الترفيّة و الضرورية، و إذ لم تؤسس هذه المدينة إلّا لرفاهية التجار، كانت العناية مبذولة لتسهيل الإيراد و الإصدار في السلع و التجارات أكثر من بذلها لتفخيم العمارات. و يشق المدينة قناتان، بحيث تستطيع السفن أن تصل إلى المخازن التجارية، بتلك الوسيلة، و تدخل المعامل عند احتياجها إلى الترميم و الإصلاح. و قد أنشئ على هاتين القناتين قناطر حركية تعلّى و تخفض، كما يراد، و لكن الماء الّذي هو راكد أبدا و القاذورات الّتي ترمى فيه يخرجان رائحة تسبّب للإنسان التقيؤ و تضر بالصحة. و المدينة قائمة في أرض مطمئنة بحيث لا يراها الرائي إلّا عند الوصول إليها.

في أثناء كوني في «كورك» علمت أنّ اللورد «كورنواليس» حاكم الهند القديم خفّف الاختلافات الّتي تبث الاضطراب في هذا القصر منذ عدّة سنين و اعتزل في «دبلن» و هي على بعد ثلاثة أيّام من كورك، و كنت أنوي دائما الذهاب إليها لأؤدّي الواجب عليّ لسيادته حين أزور إنكلترا و إذ كنت قريبا جدا [3] من سيادته رأيت من الخير لي أن أستفيد من الفرصة، فأقصده للزيارة، إنّ جمال البلاد ساعد كثيرا على اتخاذي هذا التصميم، و علمت أيضا أنّ سفينتين قد تلفتا في المانش منذ الزمان الأقرب، فبعثتني ذلك على ترك السفينة الّتي كنت فيها و أن لا أرى «لندن» إلّا بعد أن أرى دبلن،


[1] عنى بالخروج خروجه من الموضع الّذي استراح فيه.

[2] سمّاها بعضهم «واجهات» من عنده و ليس في العربية واجهة و لا واجهات.

[3] يعني بالنسبة إلى بلاد الهند.

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست