اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 53
أعطاها إيّاها الضابط المذكور، و إذ ذاك غادر ويليامسون الدار و جاء إليّ معتذرا. و بعد مشاجرتي للمستر (كلارك) سكنت في دار مسلم مستور حييّ فعني بحالي و اهتم بي أعظم عناية و اهتمام.
كنّا أيّامئذ في قلب الشتاء و مع ذلك كنّا نرى الخضرة و الأزهار في كل مكان، و كانت الفواكه لذيذة و في وفارة و كثرة حتّى لقد رأيناها معروضة في موضع واحد، على اختلاف مناطقها الحارة و المثلوجة. و كان على مسافة ما من المدينة بستان مشهور يعرف باسم كونستانتيا يغل عنبا فائقا رائقا و وجدته ألذ عنب أكلته في حياتي و يصنعون منه نبيذا لذيذا. يصدر باسم «كونستانس» إلى جميع أصقاع الدّنيا.
و أهل الكاب يبيعون في الأسواق كثيرا من البقر و الضأن و المعزى و هو من النوع الجميل يكون فيه كثير من الشحم و الدهن، و في المدينة خضراوات جيدة و لكن الأرز و الحنطة فيها من النوع المقارب [1]. و من العسير جدا أن يحصل المسافر على زبد طري، و مع كثرة هذه الأشياء و وفارتها في الظاهر تباع بأسعار عالية جدا.
إنّ خيل مدينة الكاب جميلة و قوية وجد مروضة و أحسبها من أصل الخيل العربية، و هؤلاء يستخدمون البغال أيضا، و في الغالب يتخذونها لجر العربات و العربات القروية يجرها البقر و إنّ هذا الجزء من أفريقية فيه كثير من النعام، و قد أروني نوعا خاصا من الكلاب و قططا وحشية تعيش في الغابات.
و باستثناء الهولنديين يرى السائح ناسا من كثير من الأقطار الأخرى، و تستعمل في المدينة سبع لغات أو ثمان و الشعب مؤلف في قبيله الكبير من المالقيين و الزنج، و أكثرهم من قدامى العبيد الّذين ابتاعوا حريتهم و تحرروا أو أعتقهم سادتهم و لقيت بينهم كثيرا من المسلمين منهم عدّة أشخاص يمتلكون أملاكا معتبرة و يطيب [2] لي أن أثني الثناء الحسن على رجل اسمه «المستر بومكارد» هولندي ظريف كان يقيم منذ ثلاثين سنة في البنغال و كان