responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 54

بعض الزمن حاكم «جنيسورا» و امرأته كانت جدّ متحبّبة، و كانت ذات علم غزير و تتقن سبع لغات مختلفات. و إن وجب عليّ أن أذكر جميع الألطاف الّتي ألطفني بها المقدم «دنداس» المقدم ذكره في هذه الرحلة فإنّي لم آت على نهايتها، و لكنّي لا أستطيع أن لا أقول كلمات على الأمسيات الساحرة الّتي قضيتها في دار الليدي «بارنيت» المعروفة عموما باسم «أميرة الكاب» فكنت غالبا أكون في دارها مع شابة إيرلندية ذات جمال كامل و السيّدة «كرافورد» كانت قليلة الكلام، إلّا أنّ فيها جميع ظرافة الأميرات الهنديات و قد أغرمت بها غراما. و الليدي «بارنيت» و «السيّدة كرادفورد» كانتا الإنكليزيتين المتميزتين الوحيدتين اللتين كان زوجاهما معهما في الكاب، و الضباط الآخرون كانوا مضطرين أن يبسطوا آمالهم و رغباتهم بين أيدي الهولنديات‌ [1] فكثير منهن بهذا السبب فعلن‌ [2] زواجا نافعا جدا.

و في أثناء إقامتي بمدينة الكاب تغيّرت الرياح و استطاع الاشتيام «نيتلمان» أن يقود سفينته من «فالس بي» إلى «بي دي تابل» و ما كاد يصل إليه حتّى اتهمه «المستر برينكل» وكيل شركة الهند بأنّه نهب ما في السفينة الّتي احترقت في نهر الكانج بالهند فاستدعي إلى باحة القضاء، و صدر الحكم بتجريمه و تغريمه زهاء (ثمانية و أربعين ألف فرنك).

و في أثناء الأجراء لهذه الدعوى وضعت سفينته في الحجر و الملاحون تفرقوا، أنّ «نيتلمان» وجد نفسه إذن في حال تعذر و استحالة لاستئناف السفر، و مع هذا فأحسب أنّه لم يكن مغتاظا من هذا الحادث لأنّه تزوج بعيد ذلك سيّدة هولندية و أقام في الكاب، و إذ ذلك رفع الركاب أمره إلى القضاء و أجبروه على أن يعيد إليهم نصف المبلغ الّذي أعطوه إيّاه أجرة لسفرهم، و كان لي من ظلافة النّفس ما منعني من مطابقتهم على ذلك و كنت أخشى من جهة ثانية مناقرة الوكلاء [3] الهولنديين، و قد أكّد لي «نيتلمان» أنّه إن صدر الحكم عليه لا له‌


[1] يعرض الرحالة بما أشار إليه من أنّ الضباط الإنكليز كان لكل منهم خدينة من زوجات الهولنديين.

[2] استعمل «فعلن» لأنّه لم يكن زواجا بل كان سفاحا.

[3] الوكلاء عند العرب هم المحامون عند العصريين، و هذا الاصطلاح ممّا أسيئت ترجمته قبل نصف قرن لأنّ الّذي يحامي لا يأخذ أجر. (م).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست