اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 51
دروب ذات دور شاهقة و من الجانب الآخر الحصن و البحر، إنّ الحصن منظم و يشبه كثيرا حصن كلكتا و لكنّه أصغر منه. و أسواق المدينة جدّ جميلة.
و مشحونة بالسلع و التجارة.
النّساء الهولنديات
حسبنا من الكلام على مدينة الكاب فلنتكلّم قليلا على السكان فجميع الهولنديين الّذين أتاحت لي الفرص أن أراهم في الكاب ثقلاء الدم، ضخام، سخفاء العقول، و لكن الشابات الهولنديات حسنات الأجسام، كثيرات النشاط، و لا يستطيع الإنسان أن يتهمهن بالقسوة و الفظاظة [1]، و من سوء الحظ أنّهنّ يردن أن تهدى إليهن هدايا جزيلة، و النّساء الهولنديات المتزوجات سيّئة سمعتهن و الإنكليز الّذين لهم بعض الغنى كل واحد منهم قد خادن سيّدة منهن يزورها اعتيادا من غير أن يرى ممانعة أو مدافعة أو إباء من زوجها، و قد جرت العادة بأنّ الزوج يعتزل زوجته حينما يصل الخدن الإنكليزي المدلل، و هذا يعني أنّ الإنكليز ينفقون جميع ما يربحون و ما يحصّلون على أنّ الهولنديين ينالون من الغنى أكثر ممّا ينالون في أثناء حكومة دولتهم و في الحالة العمّى [2] أرى الهولنديين رداء [3] أنذالا، قلما يضيفون الضيوف و يبالون أنّ تساء سمعتهم، و لم أر شعبا غيرهم يعامل العبيد بقسوة كمعاملتهم و إذا كان للعبد من عبيدهم حرفة أو صنعة فهم يجيزون له الاحتراف أو الاشتغال بها، و لكنّهم يوجبون عليه أن يدفع إليهم دولارا واحدا إلى أربعة دولارات في كل يوم، بحسب وسائل عملهم، و في مقابل تلك الإجازة، و يحتفظون لأنفسهم ببنات العبيد إذا كن جميلات و إلّا باعوهن و أجبروهن على الاعتمال مع آبائهن، و إن اتفق أنّ عبدا أمكنه جمع مبلغ كاف في أن يبتاع حريته و يتحرر فإنّهم يطلبون منه ثمنا مغلى مفرطا، أو يضعون في طريقه كثيرا من العراقيل، و إذا كانت الجواري [4] مكلفات أن