responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 43

قبورها و لو لا جلبة الموج الصخاب لحسبنا أنا من أهل الآخرة، فتذكرت حينئذ قول حافظ الشيرازي الشاعر [1]:

و دوي الأمواج يبدو رهيبا* * * بسرور من فكرة الآلام‌

إن من ساح في السواحل ناج‌* * * في ظلام اللّيل البهيم الطامي‌

و باليوم الرابع من حزيران من هذه السنة (1799 م) لمحنا رأس «الكاب» و هو جبل المائدة و بعيد ذلك لمحنا خليج المائدة، الّذي تقوم في أسفل ساحله «مدينة الكاب» و أعلمنا إذ ذلك أن أزوادنا قد جفت و ينبغي لنا بالضرورة الإرساء في الميناء للحصول على أزواد جديدة، و لكننا كنا جدا متأخرين و إذ لم يرد الربان الدخول في الخليج ليلا بسبب صخور البحر التحتانية صممنا على الانتظار إلى صباح الغد، و كانت الريح مؤاتية كل اللّيل بحيث استطعنا من غير نصب أن نبرّ [2] في مدينة الكاب إبرارا. و لكن الضابط ذا الرتبة الثانية قد نام و هو يباشر ما عليه من توجيه السفينة، فاتجهت نحو الجنوب فلم نستطع الوصول إلى الأرض في اليوم التالي ليوم الوصول كله، و الفينا أنفسنا مضطرين ثانية أن نقضي اللّيل في لجة البحر. و أخيرا استعددنا و تأهبنا صباح اليوم الثالث لدخول الخليج غير أن عاصفة رهيبة ذات رعود و بروق فاجأتنا و ردّتنا خمس درجات نحو الجنوب، و سقطت صاعقة على سطح السفينة فقتلت ثلاثة ملاحين و جرحت اثنين جرحا بليغا جدا.

مشاق السفر

ولكي أطلع مواطني الّذين يرغبون في السياحة، أذكر المشاق الّتي كابدتها في سفري على السفينة كريستيانا و إنّي قاسم هذه الشدائد على أربعة أصناف.

أ- في كل السفن قد يحتاج المسافر إلى الخبز الجيد و الزبد و اللبن و الفواكه و الخضراوات، و قد يضطر إلى شرب الماء الآسن و التمضمض‌


[1] المترجم الفرنسي نثر النظم الفارسي، و نظمته أنا شعرا و كذلك كل ما جاء من شعر الرحالة كقصيدة مدح لندن الآتية فيما بعد. (المترجم).

[2] أبر إبرارا نزل إلى البر من البحر و هو ضد أبحر إبحارا.

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست