responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 38

أعطاهم عهدا، و أقسم عليه، أن يهب لهم قطعا من أقمشة الشراشف الّتي اختلسها من السفينة المحترقة في نهر الكانج على سبيل المكافأة لهم، إن عهدا مغريا مثل هذا فتن هؤلاء الأبالسة الفقراء [1]، و لعلمهم بجميع مضايق الغابات و الجبال استطاعوا، أعجل ما يكونون، أن يدركوا الهاربين، و يعيدهم إلى ظهر السفينة في أثناء اللّيل، و لكن الربان كافأ عنايتهم و عناءهم بأحط نوع من إنكار الجميل، فقد زعم أنه لا يستطيع بهذه الساعة، فتح الصناديق المحتوية على القماش، و إنما حثهم على أن يأتوه صباح الغد، فيكافئهم حقا بسخاء على نصبهم، و لكنه لما بان الفجر رفع الأنجر و أصبحت السفينة على بعد عدّة أميال في البحر قبل أن يتصور الجزيريون الخديعة من هذا الغدر أو يفكّروا في حدوثها.

مغادرة نيكوبار

و غادرنا جزائر نيكوبار في اليوم الرابع من إبريل (نيسان) سنة 1799 م و بعد ثلاثة أيّام صرنا إلى الدرجة السابعة من درجات خطوط العرض الشمالية، و كانت الشّمس كأنها تصبّ رصاصا على رؤوسنا، فإن الحرارة كانت تبعا لذلك شديدة جدا، و مطرتنا السّماء خمسة و عشرين يوما، و لم نكن نتقدّم في سيرنا إلا ببطء بالغ، و في الحقيقة لم يسجل كتاب سيرنا البحري إلا عشرة أميال، و قد استبنا أن السكون كان شاملا في كل الأيّام على التقريب، ما حول خط السير، و هذا الحادث الحسي ناشئ، كما أوقن، من تأثير الشّمس.

و باليوم السادس عشر من نيسان وصلنا إلى قريب من خط الاستواء، و إذ كانت الشّمس غير محجوبة الشعاع بالسحاب استطعنا أن نشاهد النجم القطبي بعناية تامة، و كانت جمهرة نجوم الدب الأكبر و جمهرة نجوم الدب الأصغر تظهر أيضا بعيدة في ارتفاع النجم القطبي كبعده هو نفسه في كلكتا، و هو يستبين على هذا القول، في الأفق. ثمّ جاوزنا خط الاستواء في الدرجة المائة من درجات الطول من شرق لندن باليوم التاسع عشر من‌


[1] هذا هو التعبير الفرنسي و هو من تعابير المجاز عندهم فلم يكونوا فقراء حقيقة و لا أبالسة و لكنه من بابة الترثي لهم. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست