اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 279
أؤاكله في جميع أيّام مكثي بالنجف، و إذا كان له طباخون هنود و طباخون فرس كانت مائدته تحفل من الأطعمة بما لم يحفل به جميع موائد الترك الآخرين، و مع أنّه من أهل السنة كان يصلي صلاته المكتوبة في المشهد [1].
و منذ سفري من القسطنطينية أقبلت في الغالب على التأمّل و النّتبين و قد نظمت في أثناء السفر مرثيتين، في تمجيد علي و الحسين، و قد استكتبتهما ببغداد في ورق مذهب ثمّ علقتا بالنجف و كربلاء بالقرب من الإمامين العظيمين، و حفاظ كل من المشهدين استحسنوا شعري و وعدوني بالاحتفاظ به شهادة على حرارة عقيدتي.
و بعد أن قضيت جميع واجباتي الدينية استعددت للرجوع إلى بغداد، و لما كانت البلاد مسرحا و مجالا لغارات الوهابيين رأيت من الضروري سلوك الطريق الّذي جئت فيه، و إن كان غيره أكثر استقامة منه. و قد زرت بين النجف و الحلّة مسجد الكوفة و قبّة الجمل المشيدة لذكرى أعجوبة التلّ الّذي انحنى للسلام على الجمل الّذي كان يحمل جثمان عليّ، الّذي لا يزال في موضعه نفسه [2]، و قضيت الليلة الأولى بالحلّة و الثانية بكربلاء و بالثالثة وصلت سالما صحيح البدن إلى بغداد.
رجوع أبي طالب إلى بغداد
قد كنت لما استأذنت محمّد باشا [3] في السفر تسلمت منه كتابا إلى حاكم بغداد علي باشا [4] و أوصا في صارحا أن أزوره حين وصولي إلى بغداد. و قال لي زيادة على ذلك: «إنّك تحمل فرمانا من السلطان يضمن لك احترامه إيّاك عند لقياك، و لكن هذا الكتاب يكسبك صداقته، و بحمايته تستطيع السفر إلى البصرة ثمّ تجد بسهولة سبيلا للإبحار إلى بومباي في سفينة من سفن العرب»: فوعدت الباشا بإطاعته في وصيته كل الطاعة،
[1] هذا يؤيد لأبي طالب خطأه في اعتداد أهل السنة و الأتراك منهم خاصة متجافين عن أهل البيت فشهادته تنقض رأيه الّذي كرره في رحلته غير مرّة (م).
[2] هل أراد أبو طالب أن ينتقل التل من موضعه. (المترجم).
[3] أراد محمّد باشا الجليلي والي الموصل المقدم ذكره غير مرّة. (المترجم).
[4] هذه المرّة الأولى الّتي يذكر فيها أبو طالب علي باشا. (المترجم).
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 279