responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 226

و في القسطنطينية بطيخ نفيس مسكيّ و رقيّ و تفاح و سفرجل و توت و رمان و ليمون حامض، و كذلك فواكه يابسة يبيعها الفاميّون و المخلطيّون كالزبيب و الأجاص و اللوز و الفستق و التمر.

و قد لاقيت في بعض تنزهاتي بهذه المدينة في جامع السلطان بايزيد منها رجلا أفغانيا من قندهار يجيد التكلّم بالفارسية إجادة تامة و يذكر أنّه درس في بعض كليات استانبول و أعلمني أنّ عددا كبيرا من الشبان المسلمين يأتون من قندهار و بنجاب و أقطار أخرى من بلاد الهند ليتعلموا في هذه المدينة، و أنّ بالقرب من مثواه رباطا يضم ثلاث مائة فقير من الهنود، و عرض عليّ أن يذهب بي إليهم، و لكني لحسباني أنّهم جهلاء أو متعاطون الإدّخان بالأفيون رفضت عرضه.

و الدراويش محترمون جدا في المجتمع التركي، فالأتراك يعدونهم أولياء، و لهم عدّة طرائق تتميّز كل طريقة بقلنسوة خاصة بها، و هم يفتنون الجمهور بتعاطي أمور من التنميس و الشعبذة و يدعون فعل معجزات، و يرقصون دائرين على صوت الطبل إلى أن يصيبهم دوار ثمّ يرمون أنفسهم في النّار [1]، و يفعلون ترهات أخرى، و الأتراك يحترمون دراويشهم و يتسامحون على دراويش الدول الأخرى.

أخلاق الأتراك و أحوالهم‌

و الأتراك في الغالب ذوو عزّة قعساء و إقدام‌ [2]، و أسخياء و مضيفون، حريّون بالممالأة، و يتوجعون لآلام غيرهم، و في دولتهم من العدل و الإنصاف ما لا يوجد في دولة مسلمة أخرى، و لم أستطع معرفة قضائهم، فأذكر رأيي فيهم في الأقل، و لكني أعلم أنّ سلاطينهم ليس لهم الحق في قتل النّفس ظلما، و لا يستطيعون، من غير أن يعرّضوا أنفسهم للخطر،


[1] قلت: خلط أبو طالب بين الطريقة المولوية و الطريقة الرفاعية المحدثة مع اعترافه آنفا باختلاف الطرائق. (المترجم).

[2] إن كان هؤلاء في رأي أبي طالب كما قال فلماذا استشهد بقول نادر شاه؟ راجع «ص 310» من الرحالة. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست