responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 165

و أنا لا أستطيع استحسان عادة الإشراف الإنكليز الّتي هي استخدام خدم صباح الوجوه لنسائهم‌ [1]، و خدمتهم قائمة على الركوب على مآخير عرباتهنّ، و مصاحبتهنّ في أثناء خروجهن من قصورهن، فهؤلاء الفجار يخفون تحت ملابسهم الخدميّة في الغالب براعة في التمتع الجسديّ، و يجب على الإنسان أن يتذكر أنّ «كوبيدون‌ [2]» لا يرى فرقا بين الغني و الفقير و لا بين الشريف و العامي و لا بين الإمبراطور و السائل.

و أحسبني قد قمت بالواجب عليّ من وعدي بوصف أخلاق الإنكليز، و إنّي متكلّم الآن على الحرب الّتي أوقدتها بريطانيا العظمى في أثناء مقدار من السنين على فرنسا و السلطات الأوروبية الأخرى، و بعد ذلك أواصل الكلام على رحلتي.

جغرافية أوروبا و نظم الحكم فيها

لما كانت جميع حوادث الدّنيا متعلقا بعضها ببعض تعلقا وثيقا وجب عليّ قبل أن أتكلّم على الإنكليز أن أقول شيئا في حال أوروبا الآن، فأوروبا حدّها الشماليّ ذراع من البحر المحيط، و تسمّى هذه الذراع بحر البلطيك و يحتوي على أربع ممالك هي مملكة روسيا و مملكة بروسيا و مملكة الدانمارك و مملكة السويد، و هذه السلطات الأربع متحدة في أغلب الأحيان، و روسيا لها المقام الأوّل، و البحر الّذي يحدّ أوروبا من الجنوب يسمّى «ميديتيرّانه‌ [3]» و هو يحتضن أربع ممالك كذلك: إسبانيا و البرتغال و إيطاليا و سويسرا و بين هذه الدول الثماني أربع دول أخرى: فرنسا و ألمانيا و بولونيا و هولندا. و جزيرة بريطانيا و جزيرة إيرلندا واقعتان في الجهة الغربية على مسافة طويلة من برّ القارّة، و يجب أن أشير إلى أنّ ألمانيا و إيطاليا مقسومتان على عدّة دول ليست بقليلة، و لكل دولة ملك و قوانين. و دول‌


[1] ليت شعري من أدرى أبا طالب أنّ اختيار الخادم و استخدامهم هناك من شؤون الرّجال، و قد ذكر سالفا من أحوال نسائهم ما ذكره. (المترجم).

[2] كوبيدون هو إله الحب عند الروم أي الرومان و العجب من أبي طالب كيف كان يغار على نساء الإنكليز و هو يعلم استقلالهن. (المترجم).

[3] أي البحر المتوسط و سمته العرب بحر الروم. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست