responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 163

رديئة من النحاس فضلا عن وجوب وقوفه بعد كل خطوة يخطوها، و هو يلقى أيضا و يسمع في الغالب شتائم زيادة على ما ذكرنا من النصب و الخسران في الانتقال و الاستبدال.

و عادة سيّئة رأيتها هي أدعى إلى الاشمئزاز ممّا ذكرت، و هي أنّ الأجنبي إذا أراد زيارة بيت اللّه- يعني (الكنيسة)- أو مقبرة الملوك، و أعني بذلك بيعة القديس بطرس ودير «ويستمنيستر» ينبغي له أن يخرج في كل لحظة كيس دراهم ليتصدق على كل خادم يفتح له الباب، فهذه العادة المخزية معتادة أيضا في البرج و في أكثر المباني العامّة الأثرية.

و الحريق في لندن كثير الحدوث و التدمير، و يكون أشد إرهابا و فظاعة بكونه يصيب كثيرا من الخشب المستعمل في بناء العمارات، و قلما تجد في لندن دارا أقل من أربع طبقات متصل بعضها ببعض، و السقوف و الدرج و السطوح و الأبواب كلها من الخشب، و الإنكليز كثيرا ما يستعملون الخشب المركّب سنادا للجدران، و يبطّنون أحيانا مثاويهم بأخشاب مزوقة، و في كل مأوى من المسكن موقد فإذا التهبت النّار في دار بإهمال من الخادم أو خبثه تعدت في الحال إلى المنازل الأخرى فتحرق نصف مباني الشارع قبل التمكن من إطفائها. و أنا أكون مجانبا للحق إن لم أذكر المهارة الّتي يطفئ الإنكليز بها النيران، فعندهم مكاين مركبة على عجلات، تنقلها الخيل بأقصر وقت إلى أي محلّة تراد الصيرورة إليها، فهذه الآلات المتحركة تدفق الماء بالضخ صعدا إلى علو خمسين ذراعا، و لما كان في كل شارع مسيل معدني للماء فما على المستميه‌ [1] إلّا أن يرفع عنه عفاصه‌ [2] و دسامه‌ [3] فيدفق منه الماء و يملأ أنابيب الاطفاء الّتي يمكن أن تجذب الماء أربعا و عشرين ساعة و أكثر منها عند الضرورة، و يدبر أمور هذه المكاين أجراء يأخذون جرايتهم من أهل الخورية، و يعرفون باسم «المضخّاتية [4]»، و قد


[1] المستمية: طالب الماء.

[2] العفاص في الأصل جلد يغطى به رأس القارورة.

[3] و الدسام ما تسد به القارورة و غيرها.

[4] نسبة إلى المضخات كما قالت العرب «الساعاتي» لمدبر الساعات المائية كالّتي كانت بإزاء باب المدرسة المستنصرية ببغداد. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 163
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست