responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 162

يحتاج إلّا إلى وقود قليل بحيث إذا أشعلت قطعة ورق و ألقيت في موقده أحمت الماء الّذي في المرجل مدة غير قصيرة، لطبخ اللحم‌ [1]، و هذه الاختراعات المختلفة توفر كثيرا من الوقت و العمل على النّاس، فخادمان في إنكلترا يعملان ما يعمله خمسة عشر مملوكا في الهند.

و الصفة الحسنة الخامسة من صفاتهم، و يراها ناس ضعفا نفسيا هي احترامهم الوفير للسبر الجديد «المودّة» فهذا القانون الاختياري يلزم الأغنياء أن يغيّروا في كل سنة أثاث مساكنهم فضلا عن أشكال ملابسهم، فصاحب الذوق فيهم يرى أنّ ضربا من العار يصيبه إن بقي مجلسه مزخرفا بنفس الطريقة، سنتين متواليتين، فهذا البذخ من فوائده التشجيع على ترقية الصناعة، و تستطيع الطبقات الدّنا من الشعب بذلك أن تحصل بأسعار خفيضة جدا على الأشياء الّتي يتخلى الأغنياء عن استعمالها.

و يجب عليّ أن لا أنسى البتّة الكلام على ساذجية [2] الإنكليز، فملابسهم غير مزخرفة و هي في الغالب ذات لون أدكن. و ضيافتهم تستوجب أحسن الثناء، فليس في الأمم من هم أرعى منهم للأجانب، و مع هذا فقد قيل إنّ الإنكليز كانوا متمسكين بجميع هذه الفضائل أقوى تمسّك، و إنّ الجيل الحاضر مدين في كثير من حسن سمعته لأوائلهم.

معايب لندن‌

و بعد أن صرّحت بحريّة برأيي في مساوئ الإنكليز و محاسنهم أرى من الواجب عليّ، أن أذكر بالحريّة نفسها جميع ما يستوجب إعادة القول ممّا في لندن، فالحواجز الّتي يراها الإنسان في جوار لندن متعبة جدا و مزعجة حقا بحيث يجب على المجتاز لها أن يستبدل بنقوده الفضة نقودا


[1] نحسب أنّ في قول الرحالة هذا مبالغة من حيث كون الوقود قطعة ورق و كون الإحماء لطبخ اللحم. و قد ناقض الرحالة نفسه أيضا باتهام الإنكليز بالكسل سابقا و عدم الاختراع.

(المترجم).

[2] الساذجية اسم صناعي مشتق من الوصف «ساذج» الفارسي المعرب، و هو اصطلاح الكتاب الشرقيين، و قد استعمل ابن خلدون «السذاجة» و لا وجه لاستعمالها و القياس «السذوجة» كالأبوة و الأخوة و الأمومة و غيرهما. (المترجم).

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست