responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 153

فالذين- مثلا- قبضوا أرباحا من الدولة منذ عدّة كثيرة من السنين، سيتخلون عن نصف أصول الديون و الّذين لم يقبضوا إلّا منذ سنوات خلون، يضحون بثلثها، و الّذين لا تزال سهامهم جديدة غير مستربحة، يتركون ربعها. و لما كان جميع دائني الدولة و مقرضيها أغنياء و يملكون، فوق دخلهم، نقودا و بضاعات و دورا و أرضين لم يكن شك في أنّهم، إن أيقنوا بوقوع خطر ثورة، يوافقون في الحال على التضحية، و بهذه الوسيلة، تصيّر الدولة في يوم واحد ديون الشعب إلى نصفها، ثمّ يقطع المجلس كل صرف غير مفيد، و يستعمل ما يفضل من خراج الدولة في تسديد ما بقي من الديون عليها، و سيسدّد الباقي في مدة عشرين سنة أو ثلاثين، و ستكون الدولة قادرة على إلغاء قسم من الضرائب الباهظة، و سترخص البضاعات و الغلات و يستسعد الشعب و يشكر لدولته فضلها.

مساوئ الإنكليز

يجب عليّ الآن أن أقوم بالأمر الّذي كلفتنيه السيّدة «سبنسر» فقد أمرتني هذه السيدة أن أعرض رذائل الإنكليز الّتي صدمتني أكثر من غيرها من رذائلهم و خاصة ما شهدته منها في لندن، ففيها تهيأ لي من الفرص ما أعانني على دراسة أخلاق هذا الشعب.

فالعيب الأوّل الّذي لحظته من الإنكليز هو قلّة دينهم و ميلهم إلى الكفر [1] و هذا العيب في مبادئ سيرتهم الاجتماعية جدّ ظاهر متوافر بين أفراد الشعب، الخليين من كل شعور بالحياء و من الصلاح. صحيح أنّهم يتجنبون حاق التجنب خرق القوانين، خوفا من أن يعاقبوا و لكنّهم إن يجدوا فرصة ارتكاب شي‌ء من غير أن يعرّضوا أنفسهم لفضيحة يعرفوا كيف يستفيدون من ذلك الارتكاب، فهم يحاولون دائما أن يسلبوا الأغنياء ما عندهم، فيضطروهم بسبب ذلك إلى إغلاق أبوابهم إغلاقا مستداما، و في هذه الأيّام يعود الفضل‌


[1] قال مصطفى جواد: هذا تطفل في النقد من أبي طالب الرحالة، فلو كان مبشرا بالنصرانية الإنكليزية لقلنا له الحق في ذلك، أمّا أنّهم لا يؤمنون بدينهم فذلك ناشئ عن حقيقة دينهم أوّلا و عن أسباب كفرهم به ثانيا.

اسم الکتاب : رحلة أبي طالب خان إلى العراق و أوروبة المؤلف : أبو طالب بن محمد الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست