responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 91

فإن لم نجد في سائر الكلمات التي وردت في السياق ما يدل على خلاف المعنى الظاهر من كلمة البحر كان لزاماً علينا أَن نفسر كلمة البحر على أَساس المعنى اللغوي الأقرب تطبيقاً للقاعدة العامة القائلة بحجية الظهور.

و قد نجد في سائر أَجزاء الكلام ما لا يتفق مع ظهور كلمة البحر، و مثاله أَن يقول الآمر: «اذهب إلى البحر في كل يوم و استمع إلى حديثه باهتمام». فان الاستماع إلى حديث البحر لا يتفق مع المعنى اللغوي الأقرب إلى كلمة البحر، و انما يناسب العالم الّذي يشابه البحر لغزارة علمه- و في هذه الحالة- نجد أنفسنا تتساءل ما ذا أَراد المتكلم بكلمة البحر، هل أَراد بها البحر من العلم بدليل أَنه أَمرنا بالاستماع إلى حديثه، أَو أراد بها البحر من الماء و لم يقصد بالحديث هنا المعنى الحقيقي بل أَراد به الإصغاء إلى صوت أَمواج البحر؟ و هكذا نظل مترددين بين كلمة البحر و ظهورها اللغوي من ناحية، و كلمة الحديث و ظهورها اللغوي من ناحية أُخرى، و معنى هذا أَنّنا نتردد بين صورتين: إحداهما صورة الذهاب إلى بحر من الماء المتموج و الاستماع إلى صوت موجه، و هذه الصورة هي التي توحي بها كلمة البحر و الأُخرى صورة الذهاب إلى عالم غزير العلم و الاستماع إلى كلامه، و هذه الصورة هي التي توحي بها كلمة الحديث.

و في هذا المجال يجب أَن نلاحظ السياق جميعاً ككل و نرى أَي هاتين الصورتين أَقرب إليه في النظام اللغوي العام؟ أَي إِن هذا السياق إذا أُلقي على ذهن شخص يعيش اللغة و نظامها بصورة صحيحة هل سوف تسبق إلى ذهنه الصورة الأولى أَو الصورة الثانية؟ فإن عرفنا أَن إِحدى الصورتين أَقرب إلى السياق بموجب النظام اللغوي العام- و لنفرضها الصورة الثانية- تكوَّن للسياق- ككل- ظهور في الصورة الثانية و وجب أَن نفسر الكلام على أَساس تلك الصورة الظاهرة.

و يطلق على كلمة الحديث في هذا المثال اسم «القرينة»، لأنها هي‌

اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست