responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 75

المدلول اللغوي و المدلول التصديقي‌

قلنا سابقا: إِن دلالة اللفظ على المعنى هي أَن يؤدي تصور اللفظ إلى تصور المعنى، و يسمى اللفظ «دالا» و المعنى الّذي نتصوره عند سماع اللفظ «مدلولا».

و هذه الدلالة لغوية، و نقصد بذلك أَنها تنشأ عن طريق وضع اللفظ للمعنى، لأن الوضع يوجد علاقة السببية بين تصور اللفظ و تصور المعنى، و على أَساس هذه العلاقة تنشأ تلك الدلالة اللغوية و مدلولها هو المعنى اللغوي للفظ.

و لا تنفك هذه الدلالة عن اللفظ مهما سمعناه و من أَي مصدر كان، فجملة «الحق منتصر» إذا سمعناها انتقل ذهننا فورا إلى مدلولها اللغوي سواء سمعناها من متحدث واع أو من نائم في حالة عدم وعيه، و حتى لو سمعناها نتيجة لاحتكاك حجرين، فنتصور معنى كلمة «الحق» و نتصور معنى كلمة «منتصر»، و نتصور النسبة التامة التي وضعت هيئة الجملة لها، و تسمى هذه الدلالة لأجل ذلك «دلالة تصورية».

و لكننا إذا قارنا بين تلك الحالات وجدنا أَن الجملة حين تصدر من النائم أَو تتولد نتيجة لاحتكاك بين حجرين لا يوجد لها إِلا مدلولها اللغوي ذاك، و يقتصر مفعولها على إِيجاد تصورات للحق و الانتصار و النسبة التامة في ذهننا، و أَما حين نسمع الجملة من متحدث واعٍ فلا تقف الدلالة عند مستوى التصور بل تتعداه إلى مستوى التصديق، إِذ تكشف الجملة عندئذ عن أَشياء نفسية في نفس المتكلم فنحن نستدل عن طريق صدور الجملة منه على وجود إِرادة استعمالية في نفسه، أَي انه يريد ان يخطر المعنى اللغوي لكلمة «الحق» و كلمة «المنتصر» و هيئة الجملة في أَذهاننا و أَن نتصور هذه المعاني، كما نعرف أَيضا ان المتكلم انما يريد منا ان نتصور تلك المعاني لا لكي يخلق تصورات مجردة في ذهننا فحسب بل لغرض في‌

اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست