responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 76

نفسه، و هذا الغرض الأساسي هو في المثال المتقدم- أي في جملة «الحق منتصر»- الإخبار عن ثبوت الخبر للمبتدإ، فإن المتكلم انما يريد منا ان نتصور معاني الجملة لأجل ان يخبرنا عن ثبوتها في الواقع، و يطلق على الغرض الأساسي في نفس المتكلم اسم «الإرادة الجدية». و تسمى الدلالة على هذين الأمرين- الإرادة الاستعمالية و الإرادة الجديدة- «دلالة تصديقية»، لأنها دلالة تكشف عن إرادة المتكلم و تدعو إلى تصديقنا بها لا إلى مجرد التصور الساذج.

و هكذا نعرف ان الجملة التامة لها إضافة إلى مدلولها التصوري اللغوي مدلولان تصديقيان:

أحدهما: الإِرادة الاستعمالية، إذ نعرف عن طريق صدور الجملة من المتكلم أَنه يريد منا أَن نتصور معاني كلماتها. و الآخر الإِرادة الجديدة، و هي الغرض الأساسي الّذي من أجله أَراد المتكلم ان نتصور تلك المعاني.

و أحيانا تتجرد الجملة عن المدلول التصديقي الثاني، و ذلك إذا صدرت من المتكلم في حالة الهزل لا في حالة الجد، و إذا لم يكن يستهدف منها الا مجرد إيجاد تصورات في ذهن السامع لمعاني كلماتها. فلا توجد في هذه الحالة إرادة جديدة بل إرادة استعمالية فقط.

و الدلالة التصديقية ليست لغوية، أَي انها لا تعبر عن علاقة ناشئة عن الوضع بين اللفظ و المدلول التصديقي، لأن الوضع انما يوجد علاقة بين تصور اللفظ و تصور المعنى لا بين اللفظ و المدلول التصديقي، و انما تنشأ الدلالة التصديقية من حال المتكلم، فان الإنسان إذا كان في حالة وعي و انتباه و جدية و قال: «الحق منتصر» يدل حاله على انه لم يقل هذه الجملة ساهيا و لا هازلا و انما قالها بإرادة معينة واعية.

و هكذا نعرف انا حين نسمع جملة كجملة «الحق منتصر» نتصور

اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست