responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 74

الجملة التامة و الجملة الناقصة

و إذا لاحظنا الجمل وجدنا ان بعض الجمل تدل على معنى مكتمل يمكن للمتكلم الاخبار عنه و يمكن للسامع تصديقه أو تكذيبه و بعض الجمل ناقصة لا يتأتى فيها ذلك و كأنها في قوة الكلمة الواحدة فحينما تقول (المفيد العالم) نبقى ننتظر كما لو قلت (المفيد) و سكت على ذلك بخلاف ما إِذا قلت المفيد عالم فان الجملة حينئذ مكتملة و تامة.

و مرد الفرق بين الجملة التامة و الجملة الناقصة إلى نوع الربط الّذي تدل عليه هيئة الجملة و سنخ النسبة فهيئة الجملة الناقصة تدل على نسبة اندماجية أي يندمج فيها الوصف بالموصوف على نحو يصبح المجموع مفهوما واحدا خاصا و حصة خاصة و من أجل ذلك تكون الجملة الناقصة في قوة الكلمة المفردة و اما الجملة التامة فهي تدل على نسبة غير اندماجية يبقى فيها الطرفان متميزين أحدهما عن الآخر و يكون امام الذهن شيئان بينهما ارتباط كالمبتدإ و الخبر.

و قد تشتمل الجملة الواحدة على نسب اندماجية و غير اندماجية كما في قولنا المفيد العالم مدرس فان النسبة بين الوصف و الموصوف المبتدأ اندماجية و النسبة بين المبتدأ و الخبر غير اندماجية و تمامية الجملة نشأت من اشتمالها على النسبة الثانية.

و نحن إِذا دققنا في الجملة الناقصة و في الحروف من قبيل من و إِلى نجد انها جميعا تدل على نسب ناقصة لا يصح السكوت عليها فكما لا يجوز ان تقول المفيد العالم و تسكت، كذلك لا يجوز ان تقول السير من البصرة و تسكت و هذا يعني ان مفردات الحروف و هيئات الجمل الناقصة كلها تدل على نسب اندماجية خلافا لهيئة الجملة التامة فان مدلولها نسبة غير اندماجية سواء كانت جملة فعلية أو اسمية.

اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست