على تعددها و تنوعها، و قد تطلّبت هذه العناصر المشتركة (1) في عملية الاستنباط وضع علم خاص بها لدراستها و تحديدها و تهيئتها لعلم الفقه فكان علم الأصول.
تعريف علم الأصول:
و على هذا الأساس نرى أن يعرّف علم الأصول بأنه «العلم بالعناصر المشتركة في عملية استنباط الحكم الشرعي».
و لكي نستوعب هذا التعريف يجب أن نعرف ما هي العناصر المشتركة في عملية الاستنباط.
و لنذكر- لأجل ذلك- نماذج بدائية من هذه العملية في صيغ مختصرة لكي نصل عن طريق دراسة هذه النماذج و المقارنة بينها إلى فكرة العناصر المشتركة في عملية الاستنباط.
افرضوا أنّ فقيها واجه هذه الأسئلة:
1- هل يحرم على الصائم أن يرتمس في الماء؟
2- هل يجب على الشخص إذا ورث مالا من أبيه أن يؤدّي خمسه؟
3- هل تبطل الصلاة بالقهقهة في أثنائها؟
فإذا أراد الفقيه أن يجيب على هذه الأسئلة فانه سوف يجيب
(1) أي القواعد العامّة التي تستعمل في عمليات استنباط متنوّعة كقاعدة البراءة و حجّية خبر الثقة.