يا موحيا بجميل فعلك ما به* * * شحذ العقول وهبة الأقلام
هب لي قليلا من بيانك أغتدي* * * و السحر قولي و البديع نظامي
يا من إذا سارت طلائع جيشه* * * بفروق اهتزت ربوع الشام
يا من يؤم العالمون علاءه* * * مشيا على الأحداق لا الأقدام
أنت الذي جمع الاله بشخصه* * * لطف الحمام و سطوة الضرغام
للّه درك يوم قمت مناوئا* * * بفروق عهد الظلم و الظلام
ناوأته بالسلم حتى لم يعد* * * سلم فقمت إليه بالصمصام
في عصبة أكرم بها من عصبة* * * جمعت من الأحرار كل همام
فنشرت في الأوطان ألوية الأخا* * * و استقبلتها الناس بالإعظام
للّه أنت و قد تجمعت العدى* * * في الدردنيل بعدة و زحام
حلموا بفتح الدردنيل و يا ترى* * * هل فاز متكل على الأحلام
لم يعلموا أن الأسود حياله* * * تختال بين معاقل و خيام
أصليتهم نار الجحيم فادبروا* * * يتعثر الأسطول بالأجسام
لك في القلوب تجلة و محبة* * * تبقى مدى الأجيال و الأعوام
تنمو نموّ جسومنا و خضوعنا* * * لسرير عثمان الرفيع السامي
هاك القلوب فشقها و اقرأ بها* * * كلما بلا حبر و لا أقلام
كلم ترددهنّ ألسنة الورى* * * بتردد الأصوات و الأنغام
فلتحي تركيا و يحي هلالها* * * بدر العصور و زينة الأعلام
رام العدى أن يمحقوه و ما دروا* * * أن الأسود حمته بالصمصام
و ليحي سلطان البلاد محمد* * * ملك الملوك و خيرة الأنام
«ملك زهت بزمانه أيامه* * * حتى افتخرن به على الأيام»