responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 208

فهل لك نفس غير نفسك هذه‌* * * فأرخصت فيها السوم إذ تشتري الحمدا

فأي يد تحصي أياديك جمة* * * لقد ضل من أحصى النجوم و من عدا

رأيتك في أجبال برقة قائما* * * يزين لك الأقدام خطب بها اشتدا

جمعت قلوبا فرّق الجهل بينها* * * و ألفت منها في مجاهلها جندا

فكنت لهم في ظلمة الليل بدرهم‌* * * و كنت هجير اليوم ظلّا بها مدا

لطمت بأيديهم وجوه عدوهم‌* * * فأجفل إجفال الظليم إذا ندا

فلو كان للطليان قلب لحاربوا* * * به اليوم حربا يفلق الحجر الصلدا

و لكن سلبت القوم أمس قلوبهم‌* * * فما أن يرى من بعدها جندهم جلدا

و لو كنت يوما بالتناسخ قائلا* * * لقلت ابن سرح في صحابته ردا

و ليت فروقا أعطيت فيك حكمها* * * فضمت عليك الجفن و ادعت الجحدا

ألست الذي دافعت عنها عدوها* * * و أرشفتها أمنا على قلبها بردا؟

رددت إليها حصنها و حدودها* * * و كانت و لا حصنا يقيها و لا حدا

رفيقك في العليا جمال و إنما* * * يعيبكما أن لا نرى لكما ندا

أتى سوريا و الخوف ملق جرانه‌* * * بها فساقها من طمأنينة شهدا

فقرت قلوب غاب عنها قرارها* * * و نامت عيون طالما شكت السهدا

أقام جنود اللّه في كل مخرم‌* * * و قام بحسن الرأي من دونهم سدا

تحامت أساطيل العدو ثغورها* * * و ذلك أقصى جهد من فقد الجهدا

يرى كتشنر أن القناة حصينة* * * لقد تم فيها الدست فلينظر الهندا

تبين ما قسويل أن حصونه‌* * * و إن عظمت جدّا ستبقى لهم لحدا

فكاتب هاميلتون يطلب رأيه‌* * * فأخبره أن الفرار لهم أجدى‌

مضى الوعد إن اللّه ناصر دينه‌* * * و حاشا إله الناس أن يخلف الوعدا

اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست