اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي الجزء : 1 صفحة : 199
و طلاب مدرسة العسكرية مع موسيقاهم، و طلاب مدرسة الصنائع مع موسيقاهم، و طلاب مدرسة الدرك، و شرذمة من فرسان الرولة، و قد وقف أمراء العسكرية و الملكية و العلماء و السراة و رجال الصحافة بانتظام أمام جسر الذخيرة، و في الساعة التاسعة زوالية سارت على بركة اللّه السيارة المقلة لدولتي البطلين من أمام الفندق الهوينا، و الموسيقات تحييهما، و الألوف المؤلفة من الأهلين الذين لا يدرك الطرف آخرهم تهتف لهما رافعين أصواتهم بالدعاء لهما، و قد سارا على هذا المنوال حتى وصلا إلى جسر الذخيرة، و هنالك وقفت السيارة فنزلا منها، فحياهما الشريف السيد فيصل بك نجل مولانا أمير مكة المكرمة، فعطوفة والي سورية، و من ذكرنا من الذين كانوا مصطفين هناك، و تلا إذ ذاك أبو الخير أفندي عابدين مفتي دمشق دعاء موجزا، دعا فيه للخليفة الأعظم و للبطلين الكبيرين و غيرهما ممن يخدمون دولة الخلافة بنية خالصة للّه و رسوله، و ارتجل بعده عطوفة علي رضا باشا الركابي رئيس بلدية دمشق بضع كلمات شاكرا لهما باسم الدمشقيين، ثم ركبا السيارة، و سارا على بركة اللّه إلى بعلبك، و هناك شيع القائد العام أحمد جمال باشا و ناظر البحرية صديقه و رصيفه أنور باشا وكيل القائد الأعظم و ناظر الحربية الجليلة، فركب ضيف سورية القطار إلى حمص التي احتفلت بمقدمه الكريم احتفالا عظيما، و تليت بحضرته بعض الخطب، منها خطبة محمد علي أفندي مدير مكتب الاتحاد، و قصيدة توفيق أفندي الأتاسي من فضلاء تلك المدينة، و ثلاثة أطفال خطبوا خطبا جميلة راقت السامعين.
«قصيدة توفيق أفندي الأتاسي»
هذا الجلال و هذه الأنوار* * * قد أشرقت فلتهنأ الأبصار
يا ثغر سوريا ابتسم أنسا فأف* * * واه الهنا لثمتك و الأقمار
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي الجزء : 1 صفحة : 199