responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 198

في العودة

عاد أنور باشا من رحلته من المدينة المنورة إلى دمشق توّا، و كانت العشائر و القبائل العربية في الإياب كما في الذهاب تحييه و رفيقه جمال باشا تحية الاحترام و الإعظام، و هو يخلع على أمرائهم و ينفح فقراءهم، و الألسنة تنطلق بالدعاء له و لدولة الخلافة المعظمة، و جاء دمشق فقضى فيها يوما، زار فيه بعض ما فاته من المعاهد، و زار هو و رصيفه دار شفيق بك القوتلي من أعيان المدينة و كبار تجارها، و نظرا ما عنده من التحف و العاديات، فأهدى حضرته لأنور باشا كرسي مصحف كريم من العاج الثمين من صنع دمشق، و أهدى جمال باشا آنية أثرية نفيسة تذكارا لهذه الزيارة.

و قد منح دولته ناظر الحربية في ذاك اليوم عدة عطايا انطلقت لها الألسن بالشكر، و من جملة ما أهداه مصحف كريم خطي لمدرسة دار الحديث الأشرفية التي يتولاها اليوم خاتمة المحدثين الشيخ بدر الدين الحسني، و أهداه أيضا سبحة نفيسة دليل صلة الود و احترامه للعلماء.

و كان يوم الثلاثاء (3 جمادى الأولى 1334 ه) من أجمل الأيام التي رأتها دمشق الشام، صحا جوه و راقت سماؤه، فبزغت الشمس منيرة بأشعتها المنعشة زينات الأعلام التي أقامها الدمشقيون احتفاء ببطلي الإسلام أنور باشا و جمال باشا، و قد انتشر الناس في شوارع دمشق مع انتشار أشعة الشمس، فغصت بالسابلة، و الكل و جهتهم طريق الربوة احتفالا بوداع دولة أنور باشا، و قد اصطف المودعون من جميع طبقات الأهلين من نزل معسكر الجيش الرابع حتى جسر دار الذخيرة، و من أمامهم رجال الطرق العلية و طلاب المدارس الرسمية و الخصوصية مع موسيقاتهم و الجنود النظامية و متطوعة القادرية و المولوية

اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست