responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 130

خطاب العلامة أسعد أفندي الشقيري في مأدبة البلدية

إن الأعداء المحاربين ألقوا من طياراتهم أوراقا و رسائل منوعة مملوءة بالأوهام و الأباطيل، و كان من أهمها أن المسلمين يقلدون تقليدا أعمى كل الحكومات ظهرت عليهم و قبضت على زمام إدارتهم، فهذا وهم؛ لأن المسلمين لا يقلدون و لا يخضعون إلا لكتاب اللّه المنزل على محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب، و هذا الكتاب فيه بيان لمعتقداتهم و أحكامهم و سياستهم الداخلية و الخارجية و أحوال من قبلهم من الأمم و جميع ما يلزمهم مما ظهر للوجود و ما لم يظهر بعد، و لربما خطر على بال الأعداء أن تأليف الأحزاب و الخلع و الانقلاب و إدارة الحكومة بهذه الصورة لم يكن في صدر الإسلام و لم يذكر في الكتاب و لا في كلام السلف، و لو اطلعوا على قوله تعالى في كتابه من أن‌ كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ‌ و على ما في سورة الأحزاب من الآيات و على التفريق في القرآن بين حزب اللّه و بين حزب الشيطان لعلموا علم اليقين أن كل حزب بنى مسلكه على أساس شريعة سماوية كان حزبا منسوبا للّه، و من ابتدع و اخترع و لم ينتسب لشريعة ربانية فهو حزب الشيطان.

و قد ثبت عند المسلمين كافة أن الحزب السياسي الذي يدير هذه الحكومة الإسلامية كان عنده قوة عظيمة، و دخل دار الخلافة عنوة بجيش الحركة، و كان عنده مجلس من النواب و الأعيان يوافقه على فكره، إلا أنه ما تعرض لخلع الخليفة و ننزع السلطة عنه إلا بعد أن استحصل على الفتوى من مشيخة الإسلام، و تمسك بشريعة سيد الأنام، و كذلك فعل في إعلان النفير العام و الحرب، فلم يقدم عليها إلا بعد الفتوى الدينية، و لما أثبت هذا الحكم تمسكه بكتاب اللّه و شريعة رسول اللّه أقره المسلمون و علماؤهم، و ظاهروه على مبادئه‌

اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست