responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 126

فنفرق بسيف جمال الفعال و من ورائه سيف أنور الماضي الحد جموع أولئك الغاصبين المتلاعبين.

يحق لكل عثماني، بل لكل مسلم أن يفاخر بمثل هذا الحزب السياسي القابض على زمام الحكم اليوم؛ لأن من أعضائه المبجلين أمثال بطل الإسلام أنور باشا، و أنا على مثل اليقين بأن جمعية فيها مثل هذا المخلص لوطنه تنجح في كل عمل وطني وجهت و جهتها إليه، و على نسبة قوة نوابغ الأمة و استماتتهم في خدمة أمتهم يرهب تلك الأمة عدوها، و يرغب في صداقتها صديقها.

كان أنور باشا واسطة العقد بين إخوانه في الحكومة التي إليها يرجع الفضل في تحالف دولة الخلافة مع إمبراطوريتي ألمانيا و النمسا و المجر، و يعلم اللّه لو لا فضل هذه المحالفة المباركة كيف كانت حال هاتين الإمبراطوريتين مع أعدائهما في هذه الحرب العامة، و كيف كانت حالنا وحدنا أيضا في هذا العراك العالمي الشديد، فأنور باشا- أدام المولى تأييده- هو الذي درس هذه المسألة درس تحقيق و عيان، فكان له الفضل الأول في اتحادنا مع ألمانيا أرقى دولة في العالم بعلمها و جيشها، تلك الدولة التي لم يعهد لها يوما أن أرادت الشر بالممالك الإسلامية.

فحريّ بنا أن نقدر عمله المجيد حق قدره؛ لأنه اهتدى إلى وجه الصواب ببديهة مقرونة بالروية، و كان أول من ظاهره في هذه الفكرة السامية ذلك الرجل الشهم ذو الوزارتين البصير بالسياسة و فنون الحرب قائدنا العام أحمد جمال باشا، فالأمة الإسلامية تسير بهديهما على صراط من نور و جمال، لا فرّق الدهر بينهما، و إني بلسان أهل دمشق أرحب بوكيل القائد الأعظم، داعيا في الختام لصاحب الخلافة العظمى بالنصر و دوام الصحة، و لرجاله و أمناء دولته بالتوفيق‌

اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست