responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 125

و أظنكم- أيها الإخوان- تتصورون مركز ناظر الحربية و مبلغ اهتمام مثل حضرة أنور باشا بشئون الأمة الموكول إليها النظر في مجموع أمرها و مستقبلها، و لا جرم مناط سيوف جيوشها التي ينظر في الدقيق و الجليل منها هذا الرجل العظيم الذي تتمتع أعينكم الآن بمحياه البهيج.

إن التوفيق الذي أحرزته جيوشنا المنصورة في جناق قلعة يعزى في الدرجة الأولى لهذا القائد الكريم الذي أحيا وطنه بعد أن كان يضمحل بسلطة المستبدين في الداخل و هيمنة المستعبدين من الغربيين من الخارج، فرد أعداءنا عن حمى دار الخلافة بعد أن بذلوا كل و كدهم عشرة أشهر لاستباحته، فهذا الانتصار هو ثمرة تنظيمات هذا الرجل و تنسيقاته، فإن روحه القوية التي سرت في الأعصاب من أكبر قائد في الجيش إلى أصغر جندي يخدم فيه، و ذلك القانون المطبق المفاضل على الكافة هو الذي كان منه هذا النصر الباهر، الذي لم يسبق في تاريخ العثمانيين مثله، اللهم إلا فتح محمد الفاتح لمدينة القسطنطينية.

جيشنا المنصور زاحف الآن إلى مصر يخلصها من مخالب إنكلترا الظالمة، فهلا تعتقدون اعتقادا جازما بأنه سيعيدها إلى أمها الدولة العثمانية، و ينقذ ثلاثة عشر مليونا من إخواننا المسلمين؟ يترقبون الساعة التي يشرف بها عليهم أول جندي عثماني، و الجيش متشبع بالروح العالية التي بثها فيه وكيل القائد الأعظم، فكان من أثره ما نلناه و سنناله من التوفيق.

لا شبهة في أن الجيش الذي قهر إنكلترا و فرنسا و روسيا في الدردنيل و البوسفور، و هن في مبدأ قوتهن يسهل عليه بحول اللّه و قوته و مدد الرسول عليه الصلاة و السلام أن يسترجع حقّا لنا مغصوبا من حكومة إنكلترا الخداعة،

اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست