responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 124

خطاب صاحب المقتبس مؤلف هذا الكتاب في مأدبة البلدية

سادتي و إخواني:

لا عجب إذ رأينا السوريين على اختلاف طبقاتهم يرحبون بمقدم رجل الدولة أنور باشا وكيل القائد الأعظم و ناظر الحربية الجليلة، فإنه أدام اللّه توفيقه محبوب الأمة العثمانية جمعاء تحبه محبتها لروحها؛ لأنه بذل حياته الكريمة في سبيل خلاصها من براثن الاستبداد المطلق و أنقذها هذه المرة أيضا من مخالب الاستعباد الاستعماري.

كان همّ النظار السابقين أن ينزلوا القصور و يغالوا في اقتناء النفائس و يظهروا للأمة بمظهر العظمة و الكبرياء و الرفاهية و البذخ، و لكن النظار الذين يتولون شأن الأمة لعهدنا أعادوا للدولة شبابها بإطراحهم تلك المظاهر الخلابة، و تعلقهم باللباب اللازم لحياة ملتهم، و نظرهم في داخلية البلاد و خارجها و حدودها و أطرافها كما فعل أحمد جمال باشا قائد الجيش الرابع و ناظر البحرية الجليلة، فإنه بعد أن أصلح من هذه الديار ما اختل من شئونها ذهب إلى دار الخلافة يفاوض وكيل صاحب الخلافة الأعظم أنور باشا في المسائل العامة، و عاد بالعز و الإقبال، و لما قارب أن يلتقي الجمعان و نزحف على مصر، و كان هذا القطر في حاجة شديدة إلى جيش يحمي حماه، و جيش يهاجم أعداءنا، و كانت هناك مسائل لا تفي بشرحها الرسائل قام دولة أنور باشا و فارق مركزه و مقره، و جاء يلاقي أخاه البطل أحمد جمال باشا لإعادة الزيارة و تقوية أوصال الجيش و تفقد المصالح العامة و النظر في سرائر مكنونة مهمة للدولة و الملة.

اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست