responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 123

و بينا كانت الأمة على هذه الحال لم يعتر الرجلين المشار إليهما فتور، و قد رسما على خريطة مستقبل الأمة، متوكلين على اللّه، متوسلين بروحانية رسول اللّه طرق السعادة و السلامة، و للوصول إلى هذه الغاية قد اتبعا السياسة الإلهية بقوله تعالى: لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَ لَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* إِنَّما يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَ أَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَ ظاهَرُوا عَلى‌ إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ‌ و اكتشفا بها أصدقاء الملة الإسلامية و الدولة العثمانية، فعقدا معهم اتفاقا مؤسسا على المنافع المتقابلة المشتركة، و بذلك قد أنقذا الأمة و الوطن من حضيض الذل و الهوان، و أعلياهما إلى أوج الرقي و العز.

فلسان التاريخ الذي يبجل أولئك العظماء لا شك أنه يعجز عن تبجيل هذين الوزيرين الخطيرين؛ لأنهما أثبتا بأعمالهما المادية أنهما أكبر و أعظم من أولئك، فإن الأمة التي أدركت جهادكما السامي و الهدف المقدس الذي ترميان إليه قد اطمأنت بالظفر و النصر بأن يكونا حليفيكما، و الذل و الهوان نصيب أعداء الدولة و الدين، فأداء للشكر ترى من الواجب عليها أن تكون منقادة لأول إشارة تصدر من فمكما بصفة نفر عسكري في الجيش. و هأنذا بصفتي رئيس البلدية، و باعتباري عسكري قديم أترجم عواطف مواطني الكرام، و أعرب عن ضميري، و اللّه أسأل أن يجعل التوفيق رفيقكما.

اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست