اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي الجزء : 1 صفحة : 122
أنت يا أهرام لا تيئس فقد* * * جاءنا أنورنا الشهم الأسد
و جمال النصر وافى بالمدد* * * يدخلن مصر العلا مبتسما
بسيوف لا معات بالظفر* * * و نرى النيل غدا يجري دما
و الثرى تمسي لأعدائي حفر
خطاب رئيس بلدية دمشق السيد علي رضا باشا الركابي قاله بالتركية
تعلن دمشق سرورها بقدوم الناظرين و تنازلهما لحضور المأدبة، إن الأعمال التي أعلت شأن الملة و الصفات التي تعلو عن كل مدح و وصف دعت الأمة أن تحفظ في صدرها الشفاف الزجاجي اسمهما و شخصيهما و سمياءهما النزيهة من كل شائبة.
عندما نقرأ التاريخ نبجل من ذكرهم بالخير، فهؤلاء العظماء و عظمتهم كانت على مقتضى الزمان، و على حسب الأحوال و استعداد الشعوب الداخلية و الخارجية، و أما هاتان الناصيتان النزيهتان فمع عدم مساعدة الزمان لهما فإنهما لما رأيا الدواعي تحفزا لاستحصال الحرية و استخلاص الأمة من ربقة الظلم و الاستبداد عزما أن يحتقرا في سبيلها حياتهما، فاستخلصاها من غاصبيها، و كانت الأمة وصلت إلى حالة الاحتضار حينما أصابتها ضربة الذل التي نالتها من حرب البلقان المشئومة مما أوسع مجال الظنون بأن الأمة قد فقدت قابليتها و استعدادها لكل رقي، و قد قام أعداء الدين و الوطن للاستفادة من هذه الحالة، فحكموا علينا بالموت الأبدي، و قاموا يتشبثون بالقضاء المبرم على كياننا المادي و المعنوي.
اسم الکتاب : الرحلة الأنورية إلي الأصقاع الحجازية والشامية المؤلف : محمد كرد علي الجزء : 1 صفحة : 122