هذا الحديث رواه الصدوق- طاب ثراه- في التوحيد بإسناده عن أبي عبداللَّه 7، قال:
«إنّ اللَّه تبارك وتعالى خلق أسماءً بالحروف، وهو عزّوجلّ بالحرف [2] غير منعوت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسّد، وبالتشبيه غير موصوف، وباللون غير مصبوغ، منفيٌّ عنه الأقطار، مبعدٌ عنه الحدود، محجوب عنه حسّ كلّ متوهّم، مستترٌ غير مستور. فجعل كلمة تامّة على أربعة أجزاء معاً ليس واحد منها قبل الآخر، فأظهر منها ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها، وحجب واحداً منها، وهو الاسم المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة التي ظهرت [3]، فالظاهر هو اللَّه تبارك وتعالى. وسخّر سبحانه لكلّ اسم من هذه أربعةَ أركان؛ فذلك اثنا عشر ركناً. ثمّ خلق لكلّ ركن منها ثلاثين اسماً فعلًا منسوباً إليها، فهو الرحمن الرحيم، الملك القدّوس، الخالق البارئ المصوّر، الحيّ القيّوم، لا تأخذه سِنةٌ ولا نوم، العليم الخبير، السميع البصير، الحكيم العزيز، الجبّار المتكبِّر، العليّ العظيم، المقتدر القادر، السلام المؤمن، المهيمن البارئ، المنشئ البديع، الرفيع الجليل، الكريم الرازق، المُحيي المميت، الباعث الوارث؛ فهذه [4] الأسماء الثلاثةُ أركانٌ، وحجب للاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة، وذلك قول اللَّه عزّوجلّ: «قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى»». [5]
قال الفاضل المحقّق صاحب البحار:
اعلم أنّ هذا الخبر من متشابهات الأخبار وغوامض الأسرار التي لا يعلم تأويلها إلّااللَّه