responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاكمية في الإسلام المؤلف : الخلخالي، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 885

الإسلام و الشورى (تبادل النظر):

لقد طرحت مسألة الشورى و المشاورة في موضعين من القرآن الكريم ضمن آيتين اثنتين هما أولا: قوله تعالى وَ أَمْرُهُمْ شُورىٰ بَيْنَهُمْ [1].

و (ثانيا) قوله تعالى: وَ شٰاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ [2] و تفسير الآيتين معا هو: أن على المسلمين أن يتداولوا الرأي و يتشاوروا في ما بينهم في امورهم و أن عليك يا رسول اللّه 6 أنت أيضا أن تشارك في مشورتهم.

إن من انضمام هاتين الآيتين، إحداهما إلى الأخرى يستفاد قانون كلي إسلامي هو أن للمسلمين حق إبداء الرأي بصورة اخرى أي أن لكل واحد منهم إبداء رأيه للآخر حتى رئيس البلاد حتى مثل رسول اللّه 6 [3].

و لكن الحكومات الإسلامية فقدت بعد رسول اللّه 6 أصالتها و حقيقتها و صفتها الإسلامية، و تحولت إلى حكومات على أساس الروح القبلية، و العصبية البدوية الجاهلية، و بخاصة منذ زمن معاوية بل حتى الخلفاء السابقين ما عدا الإمام عليا 7، فقد أقاموا حكوماتهم على هذه الأسس التي تنافي بأجمعها الأسس و المبادئ الإسلامية و تتعارض مع روح الحرية التي جاء بها الإسلام.


[1] سورة الشورى: 38.

[2] سورة آل عمران: 159.

[3] فقد خرج رسول اللّه 6 مع جماعة من المسلمين من المدينة للقتال، و لما وصلوا إلى منطقة بدر، فنزلوا على غير ماء، فقال أحد الصحابة: يا رسول اللّه: نزولك هاهنا شي‌ء أمرك اللّه به أو هو من عند نفسك؟ قال: بل هو من عند نفسي. فقال: يا رسول اللّه إن الصواب أن ترحل، و تنزل على الماء، فيكون الماء عندنا فلا نخاف العطش، و إذا جاء المشركون لا يجدون الماء فيكون ذلك معينا لنا عليهم.

فقال رسول اللّه 6: صدقت، ثم أمر بالرحيل و نزل على الماء.

تاريخ الطبري 2: 29، و الكامل في التأريخ (لابن الأثير) 2: 85، نقلا بالمضمون.

اسم الکتاب : الحاكمية في الإسلام المؤلف : الخلخالي، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 885
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست