فإن لم تكونوا مستعدين للقيام بهذه الخطوة، فاتركوا هذا الشعب المظلوم و شأنه في الأقل ليحقق أهدافه على أساس عقيدته، و لتطمئنوا إلى أنكم سوف تنعمون بكل ما سينعم به هذا الشعب من خيرات، لو تركتم للحكومة الإسلامية المباركة فرصة التطبيق، و ستجدون هذه الحكومة أحلى مذاقا جدا من جميع الحكومات المسماة بالديمقراطية الغربية و الاشتراكية الشرقية.
و نتيجة القول: أن الأساس الأصلي للقانون الأساسي (الدستور) في إيران هو الدين الإسلامي كما أن الأساس الأصلي للقانون الأساسي في البلاد غير الإسلامية هو عقائدها و مبادؤها التي اختارتها من غيرها و لا تسمح لغير المسلمين بالمشاركة في وضعه و صياغته.
و هذا هو ما صرح به الدستور في الجمهورية الإسلامية في الأصل (12) فقد جاء: «أن الدين الرسمي لإيران هو الإسلام و المذهب الجعفري الاثنا عشري» الذي هو مذهب أكثرية المسلمين في إيران؛ لأن الأكثرية الساحقة من الثوار في إيران بذلوا دماءهم، و قدموا التضحيات الكبرى انطلاقا من الاعتقاد بالإسلام و التشيع و استلهاما من ثورة الإمام الحسين سيد الشهداء 7 و لأجل إرواء شجرة الشريعة الإسلامية الحنيفة ضحوا بدمائهم الطاهرة، و قاموا بأعظم تظاهراتهم في أيام: تاسوعا و عاشوراء، و أربعين الإمام الشهيد الحسين بن علي سبط الرسول 6.
و من مميّزات مذهب التشيّع هو: عدم المداهنة مع الحكومات الظالمة و القيادات الجائرة، و عدم السكوت على جرائمها، و تصرفاتها الظالمة و لو أن أئمة الشيعة خبت أصواتهم مضطهدين في بعض الأدوار فإنّه كان كبت غضب، و احتجاج، لا سكوت رضا و قبول، و لهذا كانوا يخترقون صمتهم في الفرصة المناسبة.