إنّ لحن الكلام في الحديث المبحوث هنا يشبه تماما قول من يقول في مقام الدعاء لوصيه، أو في مقام مدحه و الثناء عليه: اللهم سلّم و احفظ وصيّي؛ ثم ضمن سؤال و جواب و استفهام و إيضاح يعرّف وصيه بعنوان خاص.
فإن هذا الكلام لا يمكن استفادة حدود صلاحيات الوصي منه، و استفادة أن الوصي إلى أيّ مدى يحق له التصرف في أموال الموصي و شئونه و تركته، بل غاية ما يمكن استفادته من هذا النوع من الكلام هو: أن الشخص المعرّف به هو وصيّه، يعني أنه يثبت له أصل الوصاية، و أما حدود اختياراته و مسئولياته و صلاحياته فلا تفهم من هذا الكلام، و يجب تحصيل ذلك و معرفته من دليل خارج مثل كتابة الوصية و غيرها مما يكشف عن تفاصيل و حدود صلاحيات الوصي.
و بهذا الطريق يستفاد من نص حديث النبي 6 الذي قال فيه: «اللّهم ارحم خلفائي ...» يستفاد أمران:
الأول: الدعاء في حق خلفائه.
الثاني: تعريفهم بوصف «رواة الحديث و السنة و تعليمهما للناس».
و أما حدود الصلاحيات و مجالاتها فيجب معرفتها من دليل خارج، و إن كان أصل الخلافة أمرا مسلّما و ثابتا، و لا يبعد أن يكون منصرفا إلى خصيصتيه 6 و هما: «الزعامة» و «تبليغ الأحكام»، لأن اولى مشخصة من مشخصات النبي الأكرم 6 هي في المسؤولية الاجتماعية، و المشخصة الثانية في المسؤولية الإلهية، و هاتان الصفتان هما من أبرز صفاته 6 المشخصة، و التخصيص بإحدى هاتين لا موجب له.
النتيجة:
من مجموع ما سبق نصل إلى النتيجة التالية و هي: أن الحديث المطروح على