و لقد نقل في كتاب الأشعثيات، و دعائم الإسلام حديث بهذا المضمون و هو:
عن الإمام الصادق 7 عن آبائه عن عليّ ::
«لا يصلح الحكم و لا الحدود و لا الجمعة إلّا بإمام» [1].
و يمكن أن يستفيد البعض من هذا الحديث أنّ إجراء الحدود في زمان الغيبة يجب أن يعطّل؛ لأن هذا الحديث ينفي مشروعية ذلك بدون وجود الإمام [2].
و هذا ظن فاسد:
أولا: لأنّ سند هذا الحديث ضعيف و ليس قابلا للاعتماد عليه [3].
و ثانيا: لأنّ متن هذا الحديث غير مقبول من حيث الصدر و الذيل؛ لأن «القضاء» في زمن الغيبة نافذ بل واجب قطعا، لأن تعطيل القضاء و استمرار التنازع و التخاصم في المجتمع يوجب ظهور الهرج و المرج و حدوث الفوضى، و اختلال النظام، و انعدام الأمن، هذا مضافا إلى أن المشهور تجويزهم و تصحيحهم صلاة الجمعة.
و ثالثا: مع ملاحظة الأدلة الأخرى التي وردت على هذا الصعيد يكون معنى هذا الحديث أن هذه المواضيع الثلاثة: القضاء، و إجراء الحدود و إقامة صلاة
[1] مستدرك الوسائل 6: 13، الباب 5 من أبواب صلاة الجمعة، الحديث 4 عن دعائم الإسلام، و في الجواهر 21: 398، بحث حول السند و دلالة الحديث.
[2] و يمكن أن يكون ابن زهرة و ابن إدريس (اللذان أشرنا إلى كلامهما في مطلع هذا البحث) قد استندا إلى هذا الحديث.
[3] لأن أحاديث كتاب «دعائم الإسلام» مرسلة، لم تذكر أسنادها و كتاب «الأشعثيات» المسمى ب «الجعفريات» أيضا نسبته إلى محمد بن محمد الأشعث غير ثابت.