الحاكمية في زمن الحضور، و الحال أن الزمن الحاضر ليس زمن الحضور، بل هو زمن الغيبة. و لمعرفة مثل هذا الشخص يجب أن نلاحظ أولا ما هي وظائف الحاكم الإسلاميّ، و ما هو مفهوم الحاكمية؟
إن الحاكم الإسلامي- كسائر القادة- يفترض فيه أن يتكفل إدارة كافة الأمور الاجتماعية، و السياسية و القضائية، و التنفيذية، و الثقافية، و غيرها القيام بكل ما يرتبط بمصالح المسلمين، و البلاد الإسلامية، فهو أعلى سلطة في الدولة الإسلامية، بحيث يكون رأيه و أمره واجب الاجراء، و لازم التنفيذ، طبعا مع رعاية القوانين و الأحكام الإسلامية الحاكمة في تلك البلاد.
ف «الحاكمية في الإسلام» مثل الحاكمية لدى سائر الشعوب و في جميع البلاد الاخرى لها مفهوم اعتباري أو بعبارة أخرى: لها صبغة رسمية قابلة للنقل و الانتقال، و السلب، و الايجاب، مثل عنوان «رئاسة الجمهورية» و «رئاسة الوزراء» و أمثال ذلك.
فإنّ عنوان و صفة «رئاسة الجمهورية» من العناوين القابلة للنفي و الإثبات، فقد يختار أحد لهذا المنصب و يعطى هذا العنوان، و عند انتهاء المدّة الرئاسية، أو الاستقالة، يسلب هذا العنوان و الوصف.
إن الإمامة- بمفهومها الكلي- هي كذلك من هذا القبيل، أي إنها قابلة للنقل و الانتقال، و السلب و الإيجاب، لأنّها من العناوين الاعتبارية القابلة للإعطاء و الأخذ [1].
[1] قد يقال: إن الإمامة قابلة للإعطاء أي أن اللّه- تعالى- أو النبي 6 يعطيها الإمام بعد الإمام.
أما أخذها كيف يكون ذلك و هل يعزل الإمام المعصوم من إمامته حتى من الناحية السياسية بعد البيعة؟!-