و كلمات «عمر» تدل جيدا على أن مفهوم «الولاية» في يوم بيعة الغدير كانت تعنى الحكومة و الرئاسة، لا المحبة و النصرة، و لا غيرها من المعاني الأخرى.
إن كلمات «عمر» الطافحة بالخضوع تشهد بحكومة عليّ 7 لا بشيء آخر (كالمحبة و النصرة)، و هذا ظاهر جدا.
النتيجة:
إلى هنا وصلنا إلى النتيجة التالية، و هي أن بيعة الغدير دليل واضح على لزوم قائد صالح للمسلمين، و أن ذلك يجب القبول به على أساس أصلين أساسيين:
1- ضرورة وجود قائد للمسلمين.
2- ضرورة قيادة الأفضل.
بيعة السقيفة أو نقض بيعة الغدير:
و لقد نقضت بيعة الغدير بعد زمن قصير [1] نقضها فريق معيّن بطريقة عبّر عنها عمر بالفلتة و بأساليب تتسم بالاستغلال، و خلّف هذا النقض الصريح لبيعة الغدير حزنا عميقا و أسفا شديدا في قلوب المسلمين إلى اليوم، و سيستمر ذلك إلى ما لا يعلمه إلّا اللّه.
[1] وقعت بيعة الغدير في يوم 18 من شهر ذي الحجة العام 10 من الهجرة (بعد حجة الوداع)، و توفي رسول اللّه 6 في 28 صفر العام 11 من الهجرة، فكانت الفاصلة الزمنية بين البيعة و نقضها حوالى 70 يوما (هي مجموع 12 يوما المتبقية من شهر ذي الحجة و شهري محرم و صفر).