العالمين و صارت المصافقة سنة و رسما، و استعملها من ليس له حق فيها.
و قد كانت البيعة تؤخذ عادة في الأمور التي تحتاج إلى نصرة الناس و معونتهم و تأييدهم، و لم يكن ليلائم هذا المعنى في يوم الغدير، إلّا لكون علي 7 قد نصب للخلافة و الإمرة، لأن مجرد امتلاك مقام الولاية و القيادة و الزعامة من دون تأييد شعبي لا يكفي لإدارة دفة البلاد، و حضور الشعب و نصرته شرط عملي في تطبيق تلك الولاية و القيادة في واقع المجتمع.
إن النبي بلا أمة، و الإمام من دون المأموم يكون لهما فقط جانب الهي، لا شعبي، و لهذا لم يكن لرسول اللّه 6 قبل الهجرة إلى المدينة و لأمير المؤمنين 7 قبل أخذ البيعة له بالخلافة أي دور قيادي و أثر رئاسي في المجتمع.
و على كل حال إن الولاية بمعانيها الأخرى [1] لا تحتاج الى أخذ البيعة من الناس بتلك الصورة.
هذا و اللافت للنظر أن أول من تقدم لمبايعة الإمام علي 7 يوم الغدير هما أبو بكر و عمر.
و لقد هنأ «عمر بن الخطاب» الإمام عليا 7 بالإمرة و الولاية بعبارته المعروفة: «بخ بخ لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة» [2] و قد بايع عليا 7 بالولاية و إمرة المؤمنين حتى نساء النبي 6 و من حضر من النساء [3].
[1] ذكر المرحوم العلّامة الأميني في كتاب الغدير 1: 362- 363 «27 معنى» لكلمة «الولاية» و «المولي» فراجع.