responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاكمية في الإسلام المؤلف : الخلخالي، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 25

تاريخ الإسلام أم المسلمين:

كان لا بدّ لنا من أن نفرّق- في غضون التاريخ العام- بين تاريخ الإسلام و تاريخ المسلمين، و قد نشأ الخلط بينهما للطعن بالإسلام، فيما يمكن أن يكون طعنا بالمسلمين، للتعتيم على تاريخ الإسلام المشرق:

1- تاريخ الإسلام: و هو كل ما يرجع إلى بعثة النبي 6 و نزول الوحي و الدعوة إلى الإسلام و هجرة الرسول و غزواته، و ما حصل من تشريعات و هدايات، و سنة و سيرة و سياسة مضى عليها نبي الإسلام، و الأئمّة الميامين من بعده.

2- تاريخ المسلمين: هو كل ما انتاب حياتهم السياسية من فتن و ملاحم، و تناحر على السلطة أو تناوب على القيادة، و فيما اختلفوا فيه و تنازعوا عليه.

إذ كل ما حان لأحد من الخلفاء أو الحكام أن يتولي أمر المسلمين- منذ فجر الإسلام- قامت معه فتنة، و كل ما قارب أن تنتهي خلافة أحدهم ظهرت بوادر فتنة أخرى شملت رقعة جديدة من تاريخهم. و كانت مواقفهم و اتجاهاتهم هي التي تقوّم تاريخهم، إلّا ما كان جهادا في سبيل اللّه أو حربا مع الأعداء أو نصرة للدين.

و الحق: أن كل ما كان من الهدى كان من تاريخ الإسلام، و كل ما كان من الهوى كان من تاريخ المسلمين، كما قال علي 7 «يعطف الهوى على الهدى، إذا عطفوا الهدى على الهوى» [1].

إلّا أن المؤرخين خلطوا بين تاريخ المسلمين و الإسلام و لم يفرقوا بينهما، فحسبوا فتنة خلق القرآن و اندحار الأمويين أمام العباسين و حرب المأمون مع‌


[1] نهج البلاغة، الخطبة 138.

اسم الکتاب : الحاكمية في الإسلام المؤلف : الخلخالي، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست