و من الحديثين الأخيرين يستفاد أن حق القضاء حق مختص بالإمام نفسه، ابتداء، ثم انتقل هذا المقام و المنصب إلى الآخرين بجعله من جانب الإمام، فلا يجوز القضاء و الحكم لأحد بدون هذا النصب و الجعل من جانب الإمام، كما يستفاد منهما ضمنا ثبوت حجية «فتوي و قضاء» الفقيه أيضا و هو ما سيأتي بيانه في بحث ولاية الفقيه هذا هو مفاد الأخبار.
القرآن الكريم و حق الاختصاص:
و أما في القرآن الكريم، فقد أشير أيضا إلى اختصاص هذا الحق؛ لأن اللّه- تعالى- يقول في قضاء داود 7:
من هذه الآية يستفاد- بوضوح- أن حق القضاء يرتبط بمقام الخلافة الالهية بمعنى أنه لا يحق القضاء لأحد ما لم يعط منصب الخلافة الالهية (النبوة)؛ لأن اللّه تعالى فرع حق القضاء- في هذه الآية- على امتلاك الشخص لمنصب الخلافة أي لا يحق له القضاء إلّا إذا كان خليفة للّه- تعالى-.
حكم العقل و اختصاص هذا الحق:
في هذا الصعيد (أي اختصاص حق القضاء) يمكن أن نقول: حيث إن القضاء