اتّفاق آراء المجتهدين في الآفاق لا بدّ له من طريق متّفق واحد، و ليس[إلاّ] [1] المعصوم؛ إذ هذه الأدلة الموجودة ليست بمتّفقة واحدة، [و لا غيرها] [2] و غير المعصوم اتّفاقا.
فلو لم يكن المعصوم ثابتا لزم التكليف بالسبب مع عدم المسبّب، و ذلك تكليف بالمحال[باطل] [3] .
الثالث و الخمسون:
اعلم أنّ تأدّي السبب إلى المسبّب إمّا أن يكون[دائميا] [4] ، أو أكثريّا، [أو مساويا] [5] ، أو أقليّا.
فالمسبّب الذي يتأدّى السبب إليه على أحد الوجهين الأوّلين هو الغاية الذاتية، و يسمّى السبب ذاتيّا.
و[الذي] [6] يكون على الوجهين الآخرين هو الغاية الاتّفاقية، و يسمّى السبب اتّفاقيا.
و قد أنكر جماعة الأسباب الاتّفاقية [7] ؛ لأنّ السبب إمّا أن يكون مستجمعا لجميع الجهات المعتبرة في المؤثّرية فيتأدّى إلى الأثر لا محالة، فلا يكون اتّفاقيا. و إن لم
الأسباب الاتّفاقية: هي التي تكون-من حيث تكون-من أجل شيء، إلاّ أنّها أسباب فاعلية لها بالعرض، و الغايات غايات بالعرض، فهي داخلة في جملة الأسباب التي بالعرض. و الاتّفاق سبب من الأمور الطبيعية و الإرادية بالعرض ليس دائم الإيجاب و لا أكثري الإيجاب، و هو فيما يكون من أجل شيء و ليس له سبب أوجبه بالذات. الشفاء (الطبيعيات) : 65.