الحمد للّه ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على رسوله و آله المطهرين دلائل القرآن و السنّة، منابع الفقه و الحكمة، و أعلام الدين و الأمّة.
امّا بعد فان الفقه أي العلم الاستدلالي التحقيقي بمسائل الديانة يكون من أشرف العلوم العالية و موجب لسعادة الإنسان في المجالات الفرديّة و الاجتماعيّة، الدنيويّة و الأخرويّة، بالفقه تحصل الهداية إلى الطرق القويمة و به ترتفع الظلمة عن الرويّة و المعيشة و به يرقى الإنسان إلى الكمالات الواقعيّة الأبديّة، و لذا قد أكدت عليه و حرّضت على تحصيله الروايات الكثيرة و الآيات المحكمة.
ثم انّ مسائل الفقه و ان كانت فوق حدّ الإحصاء و لكن بعضاً منها كمسألة اللباس المشكوك يكون في عداد مسائلها العلميّة المهمّة من حيث الغموض و الدقّة، بل لا يبعد أن يقال أنّ هذه المسألة تمتاز عن سائر المسائل من أجل ابتنائها على التحقيقات العميقة، و قد كانت منذ سالف الزمان محطّاً للأنظار المختلفة، و لكن في العصر الأخير قد كثر البحث عنها و تعلّق