responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 150

اي المكاره و المصائب الواردة على الإنسان يؤذيه و يؤلمه و اسم فاعل على وزن فعلية مأخوذ من الفعل اللازم و المراد في دعائهم ان يحفظهم الله في مواقف القيامة من كل بلية و كريهة و قد اشتبه الأمر على بعض المفسرين و زعم أن المراد بالسيئات المعاصي و حاول في المقام ان المراد جزاء السيئات و عذابها بحذف المضاف و غفل ان السوء ما يقابل الحسن و بالفارسية (بدو خوب) فالمعاصي و الذنوب من مصاديق السيئات لا انها معناه لغة فالسيئة بمعناه العام الوسيع يشمل البلايا و المصائب و المكاره و العذاب و غيرها فعلى عهدة المفسر التحري في كل مورد و مورد و تعيين المراد بحسب السياق و بقرائن المقام قال تعالى فَإِذٰا جٰاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قٰالُوا لَنٰا هٰذِهِ اي الرخص و الرفاه وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسىٰ وَ مَنْ مَعَهُ الآية أعراف 131 اي القحط و الغلاء و البلاء و هكذا و مما ذكرنا تعرف ضعف الأقوال المذكورة في المقام من أرادها فليراجعها فالمتحصل في المقام ان الآيات الكريمة ناصة في طلب المغفرة و الوقاية من عذاب الجحيم و دخول الجنة و الوقاية من السيئات و صريحة في جواز الشفاعة و قبولها و رضائه تعالى بذلك و الآيات مطلقة بالنسبة إلى المشفوعين سواء كانوا أمواتا في الدنيا و الآخرة و في أي مواقف الآخرة على ما سيجي‌ء تفصيله إن شاء الله.

فان قلت كيف يستقيم الاستغفار و الشفاعة للذين تابوا و اتبعوا سبيل الرشد و الصلاح و التائبون يقبل الله توبتهم و يغفر ذنوبهم من غير شفاعة و كذلك الذين وعدهم الله سبحانه لهم ان يدخلهم الجنة و القيام بالوعد واجب على الله فلا يبقى مورد للشفاعة قلت:

أولا:- ان الظاهر من التوبة في المقام هو التوبة عن الكفر و اتباع سبيل الله اي الإسلام الذي ارتضاه دينا لأنبيائه و رسله و هكذا الظاهر من وعده تعالى لهؤلاء التائبين التابعين انما هو بتركهم الكفر و اختيارهم الايمان و أتباعهم سبيل الحق يكون الشفاعة لهم التائبون و التابعون بالمعنى الذي ذكرناه لا التوبة عن الذنوب فقط بعد الايمان و كذلك ما وعدهم الله الجنة بايمانهم بالله سبحانه بالشرائط المقررة في بابه فلا تنافي بين هذه الآيات و بين الآيات الدالة على أن مورد الشفاعة هو المؤمن المجرم.

و ثانيا:- نقول ان الله سبحانه مالك العفو و وليه فله تعالى العفو عن ذنوب عباده ابتداء و تفضلا و هو المالك فان عفى فبفضله و أن أخذ فبعد له و لا يجب القيام بالوعيد و أعماله في كل مورد و له تعالى العفو عن عباده المذنبين أيضا بالأسباب التي جعلها طريقا الى عفوه و وصلة الى غفرانه مثل التوبة و الشفاعة و غيرها من الأسباب التي ذكرها في الكتاب الكريم قال تعالى إِنَّ الْحَسَنٰاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئٰاتِ (هود 114) قال تعالى إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبٰائِرَ مٰا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئٰاتِكُمْ النساء- 21 و غيرها من الآيات فله تعالى أن يتوصل بكل واحدة من هذه الأسباب و له تعالى أعمال‌

اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست