responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 147

أن قال و فلانا رضي فعله و مذهبه انتهى. فقوله رضي فعله و مذهبه عبارة عن عدم نقص و عيب فيه بحيث صار مورد الرضا قال السيد (قدس سره) في كتابه رياض السالكين ص 32 في شرحه على الصحيفة المباركة السجادية في تفسير قوله 6 الحمد لله الأول بلا أول الدعاء الى ان قال ان الحمد هو الثناء على ذي علم بكماله ذاتيا كان كوجوب الوجود و الاتصاف بالكمالات و التنزه عن النقائص أو وصفيا ككون صفاته كاملة واجبة أو فعليا ككون أفعاله مشتملة على الحكمة انتهى. إذا تقرر ذلك فنقول قد سمى الله سبحانه في كتابه الكريم بأنه حميد في غير واحد من الآيات فهو سبحانه حميد على الإطلاق من حيث ذاته و صفاته و أفعاله فلا يتطرق اليه نقص و عيب و آفة و علة فمرجع هذا الثناء بحسب التحليل الى تنزيه الذات الاحدية على الإطلاق و هذا الثناء في عين كونه تمجيدا تسبيح و تقديس له تعالى و هذا معنى ما ذكرناه في صدر البيان ان التسبيح بالحمد من أجل أنواع التسبيح نوع بارز و خاص منه.

و الآيات و الأدعية و الأذكار المأثورة عن أئمة أهل البيت (ع) مشحونة بالتسبيح بالحمد قال تعالى و نحن نسبح بحمدك الآية البقرة و في ذكر الركوع و السجود سبحان ربي الأعلى و بحمده أي أسبحه بحمده و حيث ان الحمد يفيد تنزيهه تعالى ذاتا و وصفا و فعلا فنحمده تعالى في جميع أفعاله فنحمده تعالى على غضبه و سخطه على أعدائه و انتقامه منهم قال تعالى فَقُطِعَ دٰابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ أقول قد اثنى تعالى على نفسه و حمده سبحانه على هلاك الظالمين و قطع أصولهم و كذلك يحمد تعالى على السراء و الضراء و على العافية و البلاء لأوليائه لأن كلها مطابق للحكمة، حسن جميل.

قوله تعالى وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ- أي هؤلاء المقربين الحاملين لعرش العلم و المستضيئين حوله بنوره و المسبحين لله سبحانه بحمده يؤمنون به تعالى واضح ان هذا الايمان ليس هو الابتدائي الذي يخرج به الإنسان عن حد الكفر الى حريم الايمان بل المراد ايمان من عرف الله و وحده و عظمه و سبحه و خاصة سبحه بحمده.

قوله تعالى وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا الآية أي يشفعون عند الله سبحانه للمذنبين من المؤمنين رأفة و حنانا لهم و منشأ هذه الرأفة و الحنان هي القرابة الدينية و الايمان بالله و سيأتي مزيد توضيح لذلك إن شاء الله و تقريب الاستدلال انه تعالى ذكر لهؤلاء الأفاضل الأبرار نعوتا جليلة و صفاتا كريمة من حمل العرش و التسبيح و الايمان بالله و ذكر في عدادها الشفاعة للمؤمنين و التحنن عليهم و في هذا دلالة على ارتضائه تعالى لشفاعتهم و قبوله عنده تعالى.

اسم الکتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الشيخ محمد باقر الملكي الميانجي    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست