responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 94

((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)) قال: ((علم السبيل، فإما آخذ فهو شاكر، وإما تارك فهو كافر)) . ونظيرها رواية حمران [1] .

فيظهر منهما أن المراد بالكافر في الآية الكريمة هو الساتر للنعمة أو الجاحد لها بقرينة المقابلة مع الشاكر، وأما مع عدم وجود القرينة فلا وجه لحمل الكافر على الساتر. ومن يراجع مادة (كفر) في المعاجم اللغوية ويتتبع موارد الاستعمال في الكتاب والسنة يجد أن الكافر متى ما أطلق فإنه يقابل المؤمن أو المسلم، قال الراغب [2] : (الكافر على الإطلاق متعارف في من يجحد الوحدانية أو النبوة أو الشريعة أو ثلاثتها)، وأما إرادة الكافر بالنعمة من هذا اللفظ فيحتاج إلى قرينة، كذكر المتعلق، أو المقابلة مع الشاكر كما في الآية المتقدمة.

فظهر أن هذا الوجه الثاني في مناقشة الاستدلال برواية داود الرقي على كفر منكر الضروري ليس بشيء.

وهناك وجهان آخران يظهران مما تقدم: أحدهما أن الجحود يختص بمورد الإنكار عن علم، والآخر ما ذكرته عن سيدي الأستاذ الوالد (دامت بركاته) بشأن معتبرة عبد الله بن سنان فإنه يجري في المقام أيضاً.

الرواية الرابعة: ما رواه الكليني بإسناده عن حماد بن عثمان عن عبد الرحيم القصير قال [3] : كتبت مع عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد الله 7 .. فكتب إلي مع عبد الملك: ((.. فإذا أتى العبد كبيرة من كبائر المعاصي، أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهى الله عز وجل عنها، كان خارجاً من الإيمان، ساقطاً عنه اسم الإيمان، وثابتاً عليه اسم الإسلام. فإن تاب واستغفر عاد إلى دار الإيمان، ولا يخرجه إلى الكفر إلا الجحود، والاستحلال ــ أن يقول للحلال: هذا حرام، وللحرام: هذا حلال ــ ودان بذلك فعندها يكون خارجاً من الإسلام والإيمان، داخلاً في الكفر)) .


[1] الكافي ج:2 ص:384.

[2] مفردات ألفاظ القرآن الكريم ص:434.

[3] الكافي ج:2 ص:27.

اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست