responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 102

المقابل للإيمان. وبالجملة قرينة المقابلة الموجودة في تلك الآية المباركة وما ماثلها لا توجد في الآية التي هي في محل البحث، فلا مجال لحمل الكفر فيها على هذا المعنى.

وأما صحيحة معاوية بن عمار فهي الأخرى لا دلالة فيها على كون المراد بالكفر ما يقابل الشكر، والمذكور فيها هو الترك، وأما كون هذا الترك ينطبق عليه كفران النعمة وأن هذا هو المراد في الآية، فكل هذا لم يذكر في الرواية.

وبالجملة هذه الصحيحة لا دلالة فيها على الوجه الذي ذكره (قدس سره) بل تنسجم مع بعض الوجوه الآتية في تفسير الآية الكريمة، مع أنها معارضة بذيل صحيح علي بن جعفر كما سيأتي.

نعم ورد في ذيل خبر أبي أسامة زيد الشحام [1] عن أبي عبد الله 7 قلت: أرأيت قول الله: ((وَمَنْ كَفَرَ)) أهو في الحج؟ قال: ((نعم)) ، قال: ((هو كفر النعم)) .

ولكن هذا الخبر مرسل ولا يمكن الاعتماد عليه في حمل الآية الكريمة على خلاف ظاهرها.

فالنتيجة: أن هذا الوجه الأخير في المراد بالكفر في قوله تعالى: ((وَمَنْ كَفَرَ)) ضعيف، فيبقى الوجهان الأولان، وبذلك يظهر عدم تمامية الأمر الأول الذي يبتني عليه الاستدلال.

ب ــ وأما الأمر الثاني وهو أن الكفر المذكور في ذيل الآية يرتبط بالحج المذكور في صدرها بلحاظ كون الكفر ــ في مقابل الإسلام ــ مسبباً عن عدم الاعتراف بوجوب الحج، فيمكن أن يناقش فيه بأن هناك وجهين آخرين ربما يقال إنهما ليسا بأضعف من الوجه المذكور الذي يبتني عليه الاستدلال ..

الوجه الأول: ما أفاده السيد الأستاذ (قدس سره) [2] من أن الآية الكريمة ليست في مقام بيان سبب الكفر ومنشأه، بل بصدد بيان أن من كفر ولأجله يترك الحج فهو


[1] تفسير العياشي ج:1 ص:193.

[2] مستند العروة الوثقى (كتاب الحج) ج:1 ص:12.

اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست