responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 103

لا يضر الله شيئاً، فإن الله غني عن العالمين.

وهذا نظير قوله تعالى [1] : ((مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ( قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ( وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ( وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ( وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ)) ، حيث يظهر من قوله تعالى: ((وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ)) أن سبب تركهم للصلاة والزكاة هو عدم اعتناقهم للإسلام، لا أنهم تركوهما عصياناً مع إيمانهم بالإسلام. فترك الصلاة والزكاة مسبب عن كفرهم. وأما ما هو سبب كفرهم فلم تتعرض لذلك الآية الكريمة.

وهكذا في الآية المتعلقة بمحل البحث فهي ساكتة عن منشأ الكفر، وإنما تشير إلى أنه سبب في ترك الحج، أي أن المراد بالكفر في قوله تعالى: ((وَمَنْ كَفَرَ)) هو الكفر المؤدي إلى ترك الحج، وذلك لأن مقتضى ارتباط ذيل الآية الكريمة بصدرها هو أن يكون هذا الكفر مرتبطاً بالحج ويتسنى ذلك بأن يكون المراد هو الكفر المؤدي إلى تركه، ويناسبه قوله تعالى: ((فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)) .

ومحصل القول: أنه لا مجال للالتزام بأن ذكر الكفر في الآية الكريمة إنما هو من باب ذكر المسبب بدلاً عن السبب ــ وهو عدم الاعتراف بوجوب الحج ــ إيعازاً إلى السببية، فإن هذا خالٍ من كل شاهد، وأما الارتباط بين صدر الآية المباركة وذيلها فيمكن التحفظ عليه بأن يكون المراد من الكفر هو الكفر المؤدي إلى ترك الحج، ويشهد له المقطع الأخير من الآية الكريمة كما لا يخفى.

والنتيجة أنه حتى لو سلم كون المراد بالكفر في الآية المباركة هو ما يقابل الإسلام إلا أنها لا تدل على كون عدم الاعتقاد بوجوب الحج موجباً للكفر كما رام المستدل.

وبهذا التقريب لكلام السيد الأستاذ (قدس سره) يظهر الجواب عن إشكالين ربما يورد بهما عليه (قدس سره) ، الأول: أن تفسير الكفر بالكفر المتحقق بأسبابه يوجب عدم الارتباط بمسألة الحج ووجوبه، مع أن ظهور الآية في الارتباط مما لا مجال لإنكاره.


[1] المدثر: 42ــ 46.

اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست