responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 101

الوارد في الرواية ــ بأن يكون الكفر من الكفران في مقابل الشكر، لا من الكفر في مقابل الإيمان. فإن الله تعالى بعد أن خلق الإنسان هداه السبيل، كما يفصح عنه قوله تعالى: ((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)) ، فالسبيل واضح والطريق نير، فإما أن يشكر العبد فيعمل بالوظيفة ويصرف ما أنعم الله عليه فيما أمره من السبيل، أو أنه يكفر ويطغى في مقابل العمل، ويترك ما أمر به، فقوله: ((وَمَنْ كَفَرَ)) أي من ترك الحج ولم يشكر ما أنعم الله به عليه من المال والقدرة وغيرهما من المقدمات فهو كفران في مقام العمل).

ويظهر مما أفاده (قدس سره) أنه يستظهر هذا المعنى ــ الكفر في مقابل الشكر ــ من الآية الكريمة نفسها، مضافاً إلى الاستشهاد له بما ورد في ذيل صحيح معاوية بن عمار عن أبي عبد الله 7 : ((وعن قول الله عز وجل: ((وَمَنْ كَفَرَ)) يعني من ترك)) ، ونحوه مرسلة العياشي [1] عن الكناني عن أبي عبد الله 7 : ((ومن كفر، قال: ترك)) ومرسلة الدعائم [2] روينا عن علي 7 : ((سئل عن قول الله عز وجل: ((وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ ..)) قال هذا فيمن ترك الحج وهو يقدر عليه)) .

هذا ولكن استظهار المعنى المذكور من الآية الكريمة في حد ذاتها غير واضح، إذ لم يذكر فيها إلا وجوب الحج عند الاستطاعة، ولم يوصف الحج أو الاستطاعة على أدائه بأنه نعمة من نعم الله حتى يجعل ذلك قرينة على كون المراد بالكفر هو كفران النعمة. كما أنه لم يرد فيها ذكر لإطاعة أمر الله بالحج ليقال: إن الإطاعة تعد شكراً لنعمة الله والترك كفراناً لها. فمن أين استظهر (قدس سره) أن المراد بالكفر هو كفران النعمة؟!

ولا علاقة لهذه الآية بقوله تعالى [3] : ((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)) ولا غيره من الآيات التي تتضمن المقابلة بين الشكر والكفر، التي لأجلها ــ أي المقابلة ــ يلتزم بأن المراد بالكفر فيها هو كفران النعمة وليس الكفر


[1] تفسير العياشي ج:1 ص:192.

[2] دعائم الإسلام ج:1 ص:288.

[3] الإنسان: 3.

اسم الکتاب : بحوث في شرح مناسك الحج المؤلف : الشيخ أمجد رياض والشيخ نزار يوسف    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست