اسم الکتاب : الاستنساخ بين التقنية والتشريع المؤلف : السيد علي السبزواري الجزء : 1 صفحة : 99
مختلفة، و تطويرها و تنميتها، و الاستنساخ طريق آخر من طرق استخدام العقل لكشف الناموس المودع في أهمّ آية من آيات اللّه سبحانه و أعظم كلمة من كلماته التامات.
و لا نحتاج بعد ذلك إلى التماس الوجوه العليلة في إدخال الاستنساخ في طريق من طرق الخلق غير المعروفة، أو إدخاله في مكان الخلق، أو أنّه غير خارج عن إرادة اللّه عزّ و جلّ فلا يكون تغييرا لخلقه، و نحو ذلك. فإنّ جميع ذلك تطويل بلا طائل تحته، بل إنّ كثيرا منها مدخول فيها من وجوه متعدّدة، كما عرفت.
و بهذا ننهي الكلام عن المشكلة العقائديّة التي ذكرها الباحثون حول عملية الاستنساخ، و عرفت أنّه لا مشكلة عقائديّة فيها، بل إنّها اعتراف بعظمة البارئ عزّ و جلّ و عظيم صنعه و حكمته المتعالية، و بديع خلقه في الخلية، و في الاستنساخ يظهر ذلك كلّه، كما قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آيٰاتِنٰا فِي الْآفٰاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ[1].
المشكلة الأخلاقيّة و الجواب عنها
لا ريب أنّ الإنسان يختلف عن سائر الكائنات في أنّه كائن أخلاقيّ مزيج قوى متخالفة متصارعة، فهو مركّب من عقل و قلب و إرادة، فكانت له حياة عقليّة و انفعاليّة و فاعلة، و لكلّ واحدة من هذه الثلاث وظائف معيّنة و آثار خاصّة، و من امتزاجها يكون هذا الكائن الخاصّ إنسانا، فهو المفكّر المدرك. و باتّحادها تنشأ وحدة تركيبيّة تصدر عنها أفعال خاصّة، و بها يبلغ الإنسان سعادته التي خلق لأجلها، و وظيفته هي أن يحافظ على هذه الوحدة التركيبيّة.