اسم الکتاب : الاستنساخ بين التقنية والتشريع المؤلف : السيد علي السبزواري الجزء : 1 صفحة : 98
في الخارج. و لكن ليس كلّ ممكن هو بواقع في الخارج، كما أنّه ليس كلّ ما هو واقع في الخارج يكون مورد رضائه عزّ و جلّ، و المفيد في الاستنساخ هو الرضا لا أصل الإرادة، و تفصيل الكلام في موضع آخر.
و كيف كان، فإنّ الشيطان إنّما يريد من الإنسان الضلال و الغواية و تغيير خلق اللّه تعالى في هذا السبيل، و لا يمكنه الحصول على ذلك إلّا بالتصرّف في فكر الإنسان و إخفاء الفطرة الداعية إلى الهداية و الفضائل، و لذا كان من وجوه الحكمة في بعث الأنبياء إثارة دفائن العقول.
رابعا: إنّ الاستنساخ لا تعارض فيه مع خلق اللّه عزّ و جلّ،
فإنّه راجع إلى تقديره تعالى، كما أنّه ليس من تغيير خلقه، فإنّه لا يعتبر خرقا لقوانين الخلق و لا القواعد الحاكمة على الكون، بل هو استخدام الوسائل للوصول إلى نواميس الكون، و كشف المجهول منها، و هو مورد إرادة اللّه و رضائه عزّ و جلّ كما لا يخفى.
خامسا: إنّ الاستنساخ و إن كان طريقا خاصّا للتكاثر إلّا أنّه يغاير التكاثر المتحقّق في الطريقة المألوفة
التي ذكرها اللّه تعالى في كتابه الكريم، و هي التكاثر الجنسيّ الذي لا بدّ له من المرور بأدوار الخلق في بطون الأمّهات خلقا من بعد خلق. و نقطة الخلاف بين الطرفين في بدء مسيرة الخلق، فإنّ الاستنساخ يبتدئ من خلية جسميّة، و لكن الطريق المألوف يبدأ من الخلية الجنسيّة المستحصلة من التلاقح الجنسيّ بين الرجل المرأة. و لكن الطرفين يتّفقان في المسير، و يسبران غور الأدوار الخلقيّة في بطون الأمّهات.
سادسا: إنّ الاستنساخ من أهمّ السبل لاستغلال القواعد الحاكمة في الخلق،
لا سيّما الخلية التي هي اللبنة الأساس لجسد الإنسان، و إنّ الطرق التي ذكرها اللّه عزّ و جلّ من المألوفة و غيرها- كخلق سيدنا آدم و سيدتنا حواء و سيدنا عيسى :- إنّما هي تبيان كيفيّة استخدام هذه الخلية التي لها مناشئ
اسم الکتاب : الاستنساخ بين التقنية والتشريع المؤلف : السيد علي السبزواري الجزء : 1 صفحة : 98